أغرب ما قرأته في النقاش الدائر حول الحرية الجنسية والزواج والخيانة الزوجية هو ما قاله الفقيه الزمزمي،. فالرجل لم يتردد في وصف الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بكونها منظمة الدفاع عن حقوق الشياطين. ومرد الغرابة هو أن يكون للفقيه رأي بعد الخيزو الشهير. فهو يرى أن ما طالبت به الجمعية حول تجريم العلاقة الجنسية بين راشدين، من باب الدفاع عن الشيطان. لكن، السي الفقيه، يفضل بالفعل أن تتوجه المرأة الراشدة إلى سوق الخضر وتختار لها رفيقا من بين الخيزو المعروض، على أن يكون لها شريك حياة. وسيكون من الأفيد للأمة أن توزع الجزر على السيدات الوحيدات.. على أن تفكر بطريقة جديدة في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة. الفقيه اعتبر ما تدعو إليه الجمعية محاربة للإسلام، ذهب إلى حد القول بأنها حرب على الله، ونزوع نحو الانتصار للشيطان. هي حرب تستهدف استئصال المسلمين. وليس للمسلمين طبعا من رد ووسائل للدفاع عن أنفسهم سوى ... خيزو!! گاع!!! واعتصموا بالخيزو أيها المسلمين والمسلمات، وعلموا أبناءكم وبناتكم ركوب الخيزو، فهو من علامات الطهرانية والورع والتقوى لعلكم تفلحون. بدأت القضية بمطالبة الجمعية، وهي على كل، حرة في أن تطالب بما تريد، وللمجتمع والقانون رأي خاص. ولكن الذي حدث، هو أنه تحولت الدعوة إلى إعادة النظر، من زاوية قانونية في العلاقة الجنسية خارج بيت الزوجية، إلى دعوة إلى إباحة الخيانة الزوجية. إذا كنا قد فهمنا ما قاله الأستاذ والباحث المعروف عبد الصمد الديالمي، فالأمر لا علاقة له بالخيانة الزوجية، بل هو أمر له علاقة بين راشدين راضيين عارفين بطبيعة العلاقة وطبيعة الاتصال الجنسي. يمكن أن يفكر المسلمون في هذا الأمر. كما فكرت فيه مجتمعات أخرى ووجدت الزواج المسيار أو زواح المتعة كما في السعودية وفي إيران. لا أدافع عن هذين الشكلين من العلاقة، لكنهما يفتحان زاوية لمقاربة فقهية ودينية، هي علاقة تطرح نفسها بقوة على كل المجتمعات، بل طرحتها من قبل المجتمعات غير المتدينة أصلا. وكثير من المجتمعات البدائية لم تقبل بالخيانة الزوجية، لكنها وضعت لنفسها قوانين تنظمها، كما في كل التجمعات الحية، حتى ولو لم تكن إنسانية!! إنها الشيطان والخيزو والكفر ومحاربة الإسلام... كلما طرحت القضية الجنسية، أمر لا يليق بالمسلمين في القرن الواحد والعشرين. على الفقه الإسلامي والتشريع والاجتهاد.. استحضار الواقع الحالي للإنسان المسلم وتدبير الأمر بدون الويل والثبور..لا يمكن لأي مطلب أن ينتهي إلى الفعل، إذا لم يكن المجتمع ناضجا بما يكفي ليسايره، ومن عوامل الانضاج استحضار التراث الروحي والمتن الديني وقراءته قراءة جديدة، قراءة تضع الإنسان، بكل عواطفه وانفعالاته وهياماته، في صلب هذا الاجتهاد. أما وأن يكون خيزو هو الحل في القضية المعروضة، فإن هناك مغالطات لا يمكن بتاتا القبول بها. الفصل الجنائي (490)، هو فصل جنائي، أما الحد في الزنا فمعروف شرعا، ولا أحد يطالب به، بمن فيهم السيد أبو حفص الذي أقحم الله سبحانه عز وجل في قضية معروضة للنقاش العمومي. وما قولنا في «زوجتك» نفسي، التي تبيح بالفعل نوعا من الاطمئنان للمسلمين الذين يجدون أنفسهم في وضع علاقة ما فوق الحب، وكما قبل الزواج؟ وما قبله في كل الزيجات التي عقدت بثمرة وبكأس من الحليب؟ وربما هي أقل ثمنا من كيلوخيزو!!