تباينت ردود الفعل الشعبية تجاه خطاب الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى الذى القاه بعد ساعات من إعلان فوزه بالمنصب الرفيع. وصف البعض الخطاب بأنه جيد فى مجمله وأنه مرتجل وشعبى وعفوى، وقال آخرون بأنه يصب فى اتجاه المصالحة الوطنية وطمأنة الغرب باحترام مصر التعهدات والمواثيق الدولية، أكد الدكتور صفوت العالم.. أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة ورئيس لجنة الاداء الاعلامى أن الخطاب جيد، وضح من خلاله حرص الرئيس المنتخب على احتواء وتوحيد جميع فئات المجتمع وإعلان المصالحة الوطنية واحترام سلطات ومؤسسات الدولة مثل القوات المسلحة ورجال الفضاء وجهاز الشرطة، ودعم الوحدة الوطنية. وأضاف »العالم« أن الرئيس المنتخب أكد التزامه بكل التعهدات والاتفاقيات الدولي.. وهى رسالة للعالم. ولفت إلى وجود دلالات لغوية عظيمة فى الخطاب، ففى كل مرة يرتجل يبدو طبيعيًا نتيجة ثقافته وخبرته الخطابية والدينية السابقة، كما استطاع توظيف لحظات الصمت، والتي خلقت حالة من التأثير العاطفى والانسانى المتبادل بينه وبين الجمهور. وقال »العالم« إن الرئيس المنتخب كان موفقًا فى ختام الخطاب، بطلبة المعونة والدعم الشعبى، وحرصه على الاستشارة ومعاونة الآخرين بما يكشف عن أنه فى قمة التواضع. وأعرب »العالم«عن اعتقاده بأن الرئيس المنتخب سوف يراعى فى خطاباته الرسمية التالية بعض الجوانب والدلالات اللغوية. وقال حاتم زكريا عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق.. انه يجب التركيز على عفوية الخطاب الأول ومراعاة ظروف وسرعة كتابته دون الرجوع للمختصين، وأن الخطاب جاء فى أجواء فرحة عارمة للمصريين باختيار الشعب، ودعا إلي عدم التركيز علي فكرة الحساب ودلالات ما قاله وما لا يقوله خاصة ان الرئيس المنتخب لم يتسلم السلطة رسميًا بعد ولم يحلف اليمين بعد. ووصف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الخطاب بأنه جانبه الصواب ولم يكن جيدًا وأن الرئيس المنتخب نفسه لم يستعد جيدًا للخطاب وهذا ليس عيبًا ففى كل بلاد الدنيا يتم إعداد خطاب شامل وواضح ولكننا للأسف، وجدنا الرئيس المنتخب يتوجه لسائقى »التوك توك« ولم يتوجه ويطمئن المبدعين والكتاب والفنانين، ولا حتى ال 12 مليون صوت وأكثر من المصريين المؤيدين لأحمد شفيق وهم نسبة لا يستهان بها وصلت ل48.3%، وأضاف كان يجب أن يتوجه »مرسى« لهؤلاء بكلمة. كما أنه لم يوضح مواقفه السابقة والحالية من حل البرلمان، وحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية وفقًا للاعلان الدستورى المكمل، أو موقفه من قرار الضبطية القضائية لرجال القوات المسلحة. وأشار إلي ضرورة أن يخلع »مرسى« رداء المرشح الرئاسى لأنه أصبح رئيسًا ويجب إلا يكون الرئيس أسيرًا لتصريحاته كمرشح وعليه أن يصرح بأنه ملتزم بقبول حل المجلس وقبول أحكام القضا، وإعلاء سيادة القانون لافتًا إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك استجاب مرتين لقرار المحكمة بحل البرلمان حتى لا يتحول الميدان نفسه لاداة ضغط عليه كرئيس. وأكد الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة أن خطاب الرئيس المنتخب محمد مرسى جاء فى توقيت جيد؛ بعد ساعات من إعلان فوزه رئيسًا حيث كان الشعب فى حاجة للاستماع إليه. وأضاف: من الواضح أن الخطاب يهدف إلي طمأنة الرأى العام العالمى بتأكيدالتزام مصر بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية والاقليمية فى رسالة واضحة للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل علي وجه التحديد، ولكن هذه الطمأنة أثارت قلقًا فى القلوب الثائرة الذى ترجح إعادة النظر إلى العلاقات المصرية الأمريكية والمصرية الإسرائيلية. وأضاف »خليل« أن الرئيس المنتخب ركز فى الخطاب على أنه رئيس لكل المصريين لا يعكس انتماءً أوانحيازًا لفئة محددة من المصريين. كما استهدف الخطاب مغازلة المحتشدين فى ميدان التحرير، وتكررت فيه كلمة »ميدان« أكثر من مرة للتأكيد على أنه كان مرشحًا للثورة. وأوضح أن الخطاب أعتمد عن مفردات بسيطة وواضحة ومعبرة عن فئات المجتمع،ذكر كل محافظة علي حدة باسمها فى محاولة لتقديم صورة جيدة وجديدة للرئيس المنتخب. ولفت »خليل« إلي أن الرئيس المنتخب حرص علي تلاوة آيات من القرآن الكريم فضلا استهلال الخطاب بلغة إسلامية، حيث لم يعتد المصريون عليها فى خطابات الرؤساء السابقين ولكنها لغة فاعلة ومؤثرة. وأشار إلى أن انتماء الرئيس المنتخب لجماعة الإخوان كان واضحًا فى مفرداته السياسية خاصة مفردات »الولاية« والطاعة فضلا عن اقتباس جزء كبير من الخطبة الأولى التى ألقاها الخلفية أبوبكر الصديق عقب اعلان خلافته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولفت »خليل« إلي أن مفردات الديمقراطية لم تظهر كثيرًا علي لسان الدكتور محمد مرسى فى هذا الخطاب، وايضًا مثلما قال وقد جئت بفضل من الله وباختياركم« وابتعد تمامًا عن كلمة انتخاب واستبدلها بكلمة اختيار.