في إطار الدينامية التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي في أفق المؤتمر الوطني المقبل، وتنفيذا لتوجيهات وتوصيات المجلس الوطني ، نظمت الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بزاكورة بتنسيق مع الكتابة الجهوية للحزب بجهة سوس ماسة درعة، ندوة حول» الاتحاد الاشتراكي ووحدة اليسار» . في إطار الدينامية التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي في أفق المؤتمر الوطني المقبل، وتنفيذا لتوجيهات وتوصيات المجلس الوطني ، نظمت الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بزاكورة بتنسيق مع الكتابة الجهوية للحزب بجهة سوس ماسة درعة، ندوة حول» الاتحاد الاشتراكي ووحدة اليسار» . وفي البداية تناول الكلمة الاخ محمد علي الخمني الكاتب الاقليمي للحزب الذي ذكر الحضور بالمسار التاريخي للحزب، مركزا على المحطات الكبرى التي عرفت نقلة نوعية. كما تطرق الى إسهامات الحزب خلال مشاركته في تسيير الشأن العام لمدة14 سنة، كما لم تفته الفرصة للتذكير بالعمل النقابي منذ الاستقلال الى اليوم وما عرفه هذا المجال من انشطارات وانقسامات، وما سببه هذا من بطء وضعف في الأداء. اما الاخ عبدالسلام الرجواني ، عضو المكتب الجهوي للحزب، الذي قدم عرضا تحت عنوان» وحدة اليسار: نبل المشروع وشروط التنفيذ» ، فقد طرح في بداية عرضه سؤالا عريضا: لماذا نتحدث عن الوحدة وندعو إليها وفي نفس الوقت نتقع في الانقسام؟ وأعطى مثالا بالحركة اليسارية وما عرفته من صراعات شديدة منذ1972 الى اليوم وأحيانا صراعات أشد قسوة من الصراع مع النظام أو مع الخصوم السياسيين، مما سبب ارتباكا في تقدم البلاد وفي تحقيق نتائج إيجابية. وتحدث أيضا عن الاستبداد الذي ساد البلاد أنذاك والقمع الذي ووجهت به الحركات اليسارية، مبرزا تجربته الشخصية كما عرض تجربة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث انفصل عنه( حزب الطليعة المؤتمر الوطني الاتحادي.) الرفيق مصطفى امهاود- عضو المجلس الوطني للاشتراكي الموحد- تطرق في كلمته الى دواعي وأسباب عودة وحدة اليسار الى الواجهة في ظل ما عرفه ويعرفه العالم العربي من هيمنة القوى المحافظة، وركز في حديثه على أربعة احداث أساسية هي: 1- ظهور حركة20 فبراير 2- قبول إصلاح دستوري 3- التفاف القوى المحافظة على المطالب الديمقراطية 4- تقدم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات . أما الاخ عبد الحميد الجماهري- عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ، فقد تطرق في سياق الحديث عن وحدة اليسار في بعده الدولي والجهوي والوطني ، حيث أشار الى مظاهر الاستبداد والظلم والفساد السائدة، والى خروج الشعوب الى الشوارع لتدخل التاريخ الذي أخرجته منها قوى الظلم والاستبداد، مشيرا الى ارتفاع نسبة المحافظين وعن المصطلحات السائدة التي تقودها العدل والاحسان - العدالة والتنمية - الاصلاح والتجديد، موضحا أن المقصود بالمحافظة ليس معناها القدحي ولا بالمعنى الذي يزيل عنها الشرعية الشعبية وأعطى امثلة بمصر وتونس . وقد تحدث أيضا عن قيم اليسار وحركة20فبراير وما رفعته من شعارات ومطالب ذات سقف عال، مركزا في هذا الصدد على شعار» الملكية البرلمانية» المحصور على حركة اليسار منذ زمن بعيد. ونبه الحضور الى أن وحدة اليسار المتحدث عنها والتي أصبحت ضرورة وطنية ليس الهدف منها هو إفشال مشروع المحافظين بل لإثبات عدم قدرتهم على التغيير. وما تنزيل الدستور بشكل سليم وديمقراطي إلا امتحان واختبار لهم. وأضاف قائلا إن أصولية المخزن وأصولية المجتمع إذا اجتمعتا تجعلنا أمام كارثة وتمزق خطيرين، لذا فإن وحدة اليسار ضرورة ملحة في الوقت الراهن لكونها تحمل مشروعا مجتمعيا وقادرة على التغيير وطرح البدائل. أما بخصوص تحقيق التجانس وثقافة الوحدة فقال : «على اليسار أن يتقارب في التحليل وأن يتفق بشأن قراءة التراث الروحي والديني للمغاربة»، مضيفا أن الإسمنت الفكري والقيمي صعب أن نلتقي حوله بينما الإسمنت المصلحي سهل الاتفاق والانسجام حوله ،وشدد على الوحدة مقابل التواضع وعلى التحلي بالنقد الذاتي البناء . بعد هذه العروض فتح باب النقاش، حيث كانت التدخلات متنوعة أغنت العروض وطرحت بعض التساؤلات والقضايا التي تمت الاجابة عنها من طرف الاخوة بكل نزاهة وشفافية وتحليلات منطقية ومقنعة.