تمكنت العناصر الأمنية مساء يوم الثلاثاء الماضي من مداهمة مقهى في ملكية (م.أ) المستشار الاستقلالي المنتخب بمقاطعة أجنان الورد، وحجزت آلتين للعبة القمار من نوع «الرياشات « بحي عين النقبي، اعتقلت صاحبها بتهمة إعداد وكر للقمار بدون رخصة، بهدف تعميق البحث معه في أفق تقديمه على أنظار العدالة بالتهمة المنسوبة إليه. وجاءت هذه الحملة التمشيطية بعدما اجتاحت هذه الآلات غير المرخصة في واضحة النهار، عددا من مقاهي المدينة أمام صمت المسؤولين، وأضحت تقلق آباء وأولياء التلاميذ وتؤثر سلبا على مستقبل أبنائهم الذين يقضون جل وقتهم في التنقل بين المقاهي، بحثا عن فتات هذه الآلات التي يطلق عليها «رياشة» نسبة إلى كلمة الغنى باللغة الفرنسية وكناية عما تسببه للمقامر من إفلاس، حسب اللغة العامية، حيث يتسمرون كل يوم أمامها والتي قد تفرغ جيوبهم أو تملأها تاركين وراءهم مدارسهم ودراستهم، ... واستجابة لنداء الآباء إلى الجهات المسؤولة لإعطاء تعليماتها الصارمة لمختلف السلطات المحلية والأمنية بفاس للقيام بحملات تمشيطية واسعة ومحاصرة قاعات الألعاب والمقاهي المعروفة بأنشطة مشبوهة، وحجز كل المعدات التي تستعمل في القمار في أماكن للقمار بدون ترخيص. وتدخل هذه العملية الأمنية ضمن الاستراتيجية الوقائية لإنقاذ مئات التلاميذ والطلبة الذين يقضون سنوات بيضاء بسبب ترددهم المزمن، على قاعات اللعب، وينقطعون عن الدراسة لأيام...، ليسقطوا بعد ذلك في خانة المجرمين والمنحرفين بعد عجزهم عن توفير 50 درهما يوميا من أجل وهم الربح الوفير، الذي يمكن أن تدره عليه «الرياشة»، بمنطق لغة القمار، فالربح لا يكون بعيدا عن الخسارة، حيث وفي كل مرة يزداد الضغط لتوفير المزيد من الأموال. وتحدث لنا أحد المحامين بفاس، أن القانون يعاقب طبقا الفصل 282 من القانون الجنائي، بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة وبالغرامة من ألف ومائتين إلى مائة ألف درهم في حق الأشخاص الذين يقومون بما سبق، دون إذن من السلطة العمومية. وترفع العقوبة إلى الضعف إذا وقع استدراج الأطفال الذين تقل سنهم عن ثمان عشرة سنة إلى المحلات والأماكن المشار إليها في هذا الفصل. ويرى الآباء أنه علاوة على ذلك، يجب الحكم حتما بمصادرة الأموال والسندات موضوع الرهان، وكذلك ما يضبط منها في صناديق المؤسسة أو مما يوجد منها مع أشخاص المسيرين أو مع أعوانهم، وكذا جميع الأثاث والأشياء المنقولة التي أثثت أو زين بها المحل وجميع الأدوات المعدة أو المستعملة لغرض اللعب.