مباشرة بعد مرور امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2012، بدأت عائلات وأسر التلميذات والتلاميذ الممتحنين تترقب بشغف كبير إعلان النتائج التي ستفرز الناجحين في الدورة الأولى وايضا المسموح لهم باجتياز الدورة الاستدراكية. وخلال مدة الانتظار يكثر الحديث عن عملية التصحيح التي تبدأ مباشرة بعد اليوم الأخير من الامتحانات، فهناك من التلاميذ من يدعوالله أن تقع ورقته بين يدي مصحح طيب تغلب عليه الانسانية، وعكس ذلك هناك من يربط رسوبه بالأساتذة الذين صححوا أوراقه... ولأهمية عملية التصحيح، وتسليط الضوء على مختلف مراحلها، قامت جريدة الاتحاد الاشتراكي بزيارة أحد مراكز التصحيح (مركز عبد الخالق الطريس) بنيابة وزارة التربية الوطنية بعين الشق، خاص بتصحيح مادة الرياضيات. تشرف على عملية التصحيح لجنة تتكون من ثلاثة مفتشين جهويين لمادة الرياضيات، متشكلة من المفتش الجهوي: محمد السبطي ، رشيدة أقديم وعبد العزيز الساهل. كانت البداية بلقاء مع الأساتذة المصححين صباح يوم الجمعة 15 يونيو بعد أن تعذر الشروع في عملية التصحيح زوال يوم الخميس 14 يونيو 2012 لعدم وصول الأظرفة من مراكز التصحيح. الجلسة خصصت لمناقشة بعض الحالات الخاصة التي من الممكن مصادفتها والبحث عن الحلول الملائمة لها انطلاقا من التجربة المكتسبة لاعضاء اللجنة وللعديد من الاساتذة، للخروج بمنظور موحد واكثر موضوعية، ولضمان تكافؤ الفرص. الاستاذ محمد السبطي رئيس اللجنة، قدم للجريدة تفاصيل عملية التصحيح، مؤكدا ان لهذه العملية شقين، شق إداري يبدأ بتسليم الاظرفة لرئيس المركز، ويدون محضر التسليم، وتوزع الاظرفة على المصححين فتؤخذ عينة من بعض الاظرفة يتم تصحيحها لأخذ فكرة عن إنجازات التلاميذ والحالات الاستثنائية، والمداولة حولها. وقبل الشروع في عملية التصحيح يفتح كل مصحح الظرف الذي تسلمه ويخرج جميع الاوراق الموجودة داخله ليعدها ورقة ورقة ويقارن العدد مع الرقم الموجود على الظرف، حيث يتراوح مجموع الاوراق بالظرف الواحد مابين 110 الى 120 ورقة. الشق التربوي يبدأ بتسليم الاظرفة وتسليم ورقة السلّم الخاص بالتنقيط، ثم تنطلق العملية. وفي الحالات التي لا توافق سلّم التنقيط او حالة خاصة، اواستثناء، يتم التشاور في شأنها مع أحد اعضاء لجنة التتبع او اللجنة بكاملها. وفي نهاية التصحيح لجميع أوراق الظرف يتم من جديد عد هذه الاوراق أمام اللجنة ، حيث يجب ان يطابق عدد الاوراق التي تم عدها مع الرقم الموجود على الظرف قبل فتحه. واضاف رئيس لجنة التتبع أنه لاول مرة يتم جرد مجموعة من الاجراءات الاحصائية، وتحديد تسجيل أعلى وأدنى نقطة عند نهاية تصحيح كل ظرف بالاضافة الى المعدل الملاحظ. وايضا تسجيل أعلى وأدنى نقطة اضافة الى المعدل الملاحظ للمركز بكامله. وليكن في علم الجميع يوضح رئيس اللجنة أن كل ورقة حصلت على نقطة الصفر، يدون رقمها في وثيقة خاصة لهذاالامر مع تبرير ذلك، اي لماذا وضع المصحح نقطة الصفر، وعند تسليم الظرف المصححة اوراقه لأحد اعضاء هذه اللجنة، تؤخذ مجموعة من الاوراق المصححة بنسبة 20 في المئة من داخل الظرف ويعيد تصحيحها أحد أعضاء اللجنة، فإذا ما تبين ان هناك اخطاء في التصحيح او جمع نقط الاسئلة ، في عدد من هذه الاوراق، يطلب من الاستاذ المصحح إعادة تصحيح جميع الاوراق... وبالنسبة للأوراق التي تحصل على نقطة الصفر والتي دون المصحح أرقامها في وثيقة خاصة، فإن اللجنة ملزمة بإعادة مراجعة تصحيح تلك الاوراق، واذا تيقنت انها فعلا تستحق نقطة الصفر فإنها تضيف عبارة تؤكد فيها ان قرار المصحح سليم للاسباب التي ذكرها. وفي حالة ما اذا كان المصحح قد غفل جوابا او لم يعتبر بعض الحالات التي لا يمكن معها وضع نقطة الصفر، فإنها تحاور الأستاذ المصحح وتقنعه بإعادة مراجعة تلك الورقة وتصحيح النقطة التي وضعها ويؤكد ذلك كتابيا على الورقة. ولا يمكن قطعا أن يغير احد اعضاء لجنة المتابعة أي نقطة وضعها الاستاذ المصحح، فقط هذا الأخير هو من له الصلاحية لتغيير النقطة ، مع الاشارة الى ذلك بتعليل مكتوب. ومن خلال ما تم تصحيحه، يتبين أن هناك تفاوتا في النقط وهو أمر عادٍ ، بالمقابل هناك اوراق فارغة او تحمل رسوما ورموزا غير مفهومة... وأكد أعضاء لجنة التتبع لعملية التصحيح أن المدة اللازمة لعملية التصحيح تتطلب في المواد العلمية 3 أيام، وفي شعبة الرياضيات أ و ب، أكثر من ذلك، لكن هذه المدة تتقلص اذا كانت الاظرفة خاصة بالمترشحين الاحرار، حيث غالبا ما تكون الاجوبة فيها جد مقتصرة. هكذا «يتضح أنه لا وجود للعديد من الاشاعات التي تروج عن عملية التصحيح، يقول رئيس لجنة التتبع، فهي تسير وفق مساطر قانونية و تحت مراقبة شاملة» وهو واقع لمسته الجريدة خلال زيارتها لمركز التصحيح عبد الخالق الطريس بنيابة عين الشق، هذه الاخيرة التي مرت فيها الامتحانات في ظروف جد عادية ساهمت فيها السلطات الأمنية بشكل ملموس.