يبدو أن نادي حسنية أكادير سيجد نفسه، وهو يواجه محطة الجمع العام، التي لم يحدد لها لحد الآن أي موعد، في مواجهة مع مدعميه الأساسيين، أو على الأقل مع البعض منهم. فمن المعروف أن الفريق الأكاديري يستفيد من دعم مجموعة إفريقيا، والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة، الذي يقدم سنويا دعما يقدر بحوالي 100 مليون من السنتيمات، والجماعة الحضرية لأكادير التي تقدم سنويا دعما يقدر بحوالي 150 مليونا من السنتيمات. هذا بالإضافة الى جهات أخرى تعتبر بدورها مصادر لمداخيل الفريق، وإن تبقى أقل أهمية من مصادر الدعم الأولى التي ذكرنا. وطبعا فالفريق الأكاديري، شأنه شأن فرق وطنية أخرى، يبقى رهينة المنخرطين الذين تمرر بهم أسطوانة الجمع العام، الذي يبقى الكل في الكل. لكن مع نهاية الموسم الرياضي الحالي، الذي كان الفريق خلاله قاب قوسين من أن يغادر قسم النخبة الأولى، بدأت العديد من الأصوات تتعالى بأكادير مطالبة بأن يكون هناك تغيير حقيقي في تدبير شؤون الفريق. كما أن عمدة أكادير طارق القباج صرح لنا مساء يوم الثلاثاء الماضي، أثناء الاحتفال بيوم روسيا، الذي جرى بأحد فنادق المدينة، أنه لا يعرف شيئا عن حسنية أكادير وما يجري بداخلها. كما أنه لا يتوصل من المكتب المسير الحالي بأي وثائق تبين أوجه صرف الأموال، التي تقدمها البلدية للفريق. كما أن منحة السنة الحالية لم يتقدم المكتب المسير لحد الآن لسحبها، لأن البلدية طالبته بوثائق وبملف يهم صرف المنحة المقدمة. فهذه الوضعية، يقول القباج، تفرض أكثر من تساؤل، فهل وصلت الأمور بالحسنية إلى حد العجز عن تقديم الملف الذي طلبناه من مكتبها المسير؟ فأنا أعرف أن عددا من اللاعبين لم يتوصلوا بمستحقاتهم، وهذا أمر غير عادي، يقول القباج. ويبقى الموقف الذي عبر عنه عمدة أكادير مؤشرا غنيا بالدلالة، ويكشف عن أن هناك اتجاها لدى المدعمين الأساسيين، وعلى رأسهم البلدية، يرفض أن يبقى فريق سوس الأول رهينة بين أيدي حفنة من المنخرطين لا يكاد عددهم يتجاوز الأربعين، فيما هذا الفريق، بتاريخه وبقاعدته الجماهيرية العريضة عبر خريطة الوطن، يبقى ملكا عاما لكل محبيه وداعميه. فهل سينتبه لهم أخيرا المكتب المسير وينصت لأصواتهم؟ أم أنه سيبقى مصرا على الصيغة القديمة، التي لن تفيده في شيء؟