يعتبرمشروع مركز التكوين الخاص بنادي حسنية أكادير من المشاريع التي طالت واستطالت ولم تر النور بعد. وكان فريق سوس الأول يبحث منذ بداية الألفية الحالية عن تحقيق مشروع كبير بالنسبة لنادٍ لا تتوافر له دائما كل الإمكانيات لتدبير اليومي والروتيني، هو مشروع مركب رياضي خاص بالفريق، والذي أطلعنا السيد عبد الله أبو القاسم على ملف خاص به، يتضمن كل الوثائق والطلبات التي تم بعثها الى كل الجهات المعنية، بما فيها مديرية المياه والغابات، للحصول على وعاء عقاري ينجز فيه المشروع. لكن هذا المشروع كان مآله الإقبار، لأن الوعاء العقاري الذي تقرر أن يحتضنه جاء في موقع حساس وغير قابل للإستغلال مما فرض صرف النظر عنه. أما بالنسبة لمركز التكوين، والذي مازال حتى يومنا هذا مجرد مشروع افتراضي، رغم أن الوعاء العقاري الذي سيحتضنه قد تم تعيينه، فمازال هو الآخر لم ير النور. فالفضاء الذي يطلق عليه اسم مركب الإنبعاث، والذي تتواجد به القاعة المغطاة، ومقرات عدد من العصب الجهوية، والفضاء الذي تتدرب فيه مختلف فئات الحسنية، والذي من المقرر أن يبرمج به مسبح أولمبي، هو المكان الذي تقرر أن ينجز به مركز التكوين، والذي أكد لنا أبو القاسم أن ملفه الإداري والتقني جاهز. كما أطلعنا رئيس الحسنية على عشرات المراسلات، والتي كان الهدف منها التعجيل بالشق التنفيذي للمشروع. بل إن الفريق الأكاديري، ولكي يضع الجهات المسؤولة أمام الأمر الواقع، راسل مصالح بلدية أكادير، بتاريخ 16 ماي 2007، يطلب رخصة للبناء حتى تتاح له مباشرة الأشغال، ويضمن انطلاق إنجاز المشروع . وبخصوص الجامعة، فرغم أنها قد قامت بإرسال لجنة لمعاينة مكان إنجاز المشروع بالفضاء المشار اليه، وذلك إثر رسالة تخبر فيها الفريق الأكاديري بالغرض من تلك الزيارة لبعثة تقنية بهدف «التعرف على المكان المختار لاحتضان مركز تكوين اللاعبين، وذلك في إطار برنامج تأهيل كرة القدم الوطنية» (نص الرسالة التي تحمل تاريخ 14يونيو 2007). وثلاث سنوات بعد هذه الرسالة، توصل المكتب المسير للحسنية برسالة جامعية تتعلق بنفس الموضوع، وتحمل تاريخ 05 مارس 2010، وتطالب بناء على عقدة الأهداف الموقع عليها بين الجامعة والوزارة الوصية، بأن يتم مدها بالمعلومات والمعطيات الخاصة بالوعاء العقاري، الذي سيحتضن مشروع مركز التكوين. وهو ما تمت الاستجابة له بشكل فوري تقريبا، حيث يحمل رد الفريق الأكاديري تاريخ 11 مارس 2010، وتم إرفاقه بالوثائق المطلوبة. ورغم كل هذه المجهودات، وحسب ما أكد لنا أبو القاسم، بقي المشروع سجين الوثائق والأوراق، علما بأن الفئات الصغرى للفريق تتدرب حاليا في فضاء غيرملائم، ولا تتوفر فيه شروط الأمن والسلامة، نظرا لأن محيط فضاء التداريب هذا تحتله جحافل من المشردات والمشردين، مما يشكل خطرا حقيقيا على هذه الفئات، مما يجعل من إنجاز ليس مركز التكوين فقط، بل مركب رياضي خاص بالفريق الأكاديري، بإمكانه إيواء كل الفئات، ضرورة ملحة ومستعجلة. فالتأهيل الإحترافي لفرقنا الوطنية لن يستقيم ويكتمل بدون خروج مراكز التكوين، التي تمت برمجتها والإعلان عن مكان إقامتها رسميا، الى الوجود، وإلا سيبقى احترافنا المتغنى به احترافا منقوصا ومُعاقا!