لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، يشارك المغرب بأكبر عدد من الأبطال، إذ بلغ عددهم 70 بطلا يمثلون 12 جامعة رياضية. ولأول مرة في تاريخ الرياضة المغربية حظى أبطال الصفوة بدعم مالي مهم من جلالة الملك محمد السادس بلغ 33 مليار سنتيم. الأبطال الذين تم إختيارهم خصص لهم راتب شهري بلغ 20 ألف درهم، كما خصص للمدربين المغاربة 30 ألف درهم. وكان الهدف من هذا الدعم المادي المهم هو توفير كل الشروط للأبطال المغاربة من أجل الإستعداد الجيد، وضمان حضور على البوديوم، ينسي المغاربة الكثير من الإنتكاسات الرياضية. عن الدور الذي قامت به اللجنة الوطنية الأولمبية في إعداد أبطال الصفوة، كان لنا لقاء مع نورالدين بنعبد النبي، الكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية والمكلف بالجانب اللوجيستيكي للألعاب الأولمبية بلندن. وصلنا إلى الأولمبياد بأكبر عدد من الرياضيين بعد العودة من أولمبياد بيكين،لم نضيع الوقت، فتم الإنكباب على قراءة النتائج المحصل عليها (ميداليتان نحاسيتان وميدالية فضية) وبالرغم من اختلاف التقييم للألعاب، لأن هناك من اعتبر النتائج مخيبة للآمال ، وهناك من صنفها بين المتوسطة والضعيفة، وفي جميع التصنيفات، تبقى هناك النسبية. لكن الإيجابي هو أنه تم التعامل بشكل موضوعي مع نتائج بيكين، فمنذ أربع سنوات تم خلق اللجنة الوطنية لرياضة الصفوة، وبفضل إرادة جلالة الملك محمد السادس، منحت الحكومة لهذه اللجنة الموارد المالية واللوجيستيكية من أجل الإشتغال في ظروف مثالية، جعلتها لا تعدم الوسائل، وقد تم تخصيص غلاف مالي بلغ 330 مليون درهم. في البداية كانت هناك ست رياضات مستفيدة في إطار برنامج الصفوة، حددت في البداية ست جامعات للإستفادة من البرنامج، بدعوى أنها الوحيدة التي يمكن أن تمثل المغرب في الألعاب الأولمبية، فكانت هناك (ألعاب القوى، الدراجات، التايكواند، الجيدو، الملاكمة، والسباحة). وبالفعل تم دخول أبطال هذه الرياضات في معسكر طويل الأمد، من بداية البرنامج إلى حلول تاريخ بداية الألعاب الأولمبية، وقد وفرت لهذه الجامعات كل الظروف من أجل جلب أحسن المدربين، وبمواصفات عالمية من دون أن يكون هناك تفكير في الهاجس المادي. كما أن الأبطال استفادوا من منح مالية لم يكونوا يحلمون بها، إذ خصصت لهم 20 ألف درهم شهريا، كما أن المدربين المغاربة استفادوا من منحة بلغت 30 ألف درهم. إضافة إلى ذلك، وحتى تكون للجامعات المشاركة في البرنامج الفرصة للإستفادة من خدمات الأجانب، فقد تم تخصيص منحة شهرية بلغت 10000 دولار، لكل مدرب أجنبي. برنامج الصفوة منحنا ميدالية في التزحلق على الجليد بعد ذلك ارتفع عدد الرياضات المستفيدة إلى 12 رياضة، وكانت رياضة التزحلق على الجليد من بين الرياضات المستفيدة في شخص البطل آدم لمحمدي ومدربه. فالبرنامج مكن آدم من الإستفادة من معسكرات تدريبية بالشيلي، ومكن المغرب من الحصول على ميدالية لم يكن أحد يحلم بها. الآن وبفضل هذا البرنامج ربح المغرب أبطالا مغاربة ولدوا في المهجر، فهناك آدم وأخوه اللذان رفعا العلم الوطني، وهناك أبطال آخرون، فضلوا حمل القميص المغربي ومنهم البطلة جيهان في رياضة الكياك. منحنا التأهيل في 12 رياضة إيجابية برنامج الصفوة، مكن المغرب من أن يؤهل 12 رياضة، وهذا لم يحققه المغرب قط في تاريخ الألعاب الأولمبية، وتأهيل هذا العدد من الرياضات كان من الأهداف المسطرة. الآن وقبل خوض أطوار الالعاب الأولمبية يمكن القول بأننا حققنا 50 % من الأهداف، وهذا يعني الحضور بتمثيلية كبيرة ورياضات كثيرة، هذه المشاركات ستمكن الأبطال المشاركين من صقل مواهبهم واكتساب خبرات كثيرة بفضل مواجهة أبطال من دول أخرى. خلال الألعاب الأولمبية بلندن سنمثل بحوالي 70 رياضيا، وهذا رقم قياسي بالمقارنة مع المشاركات السابقة. وللتذكير، فإن مشاركتنا في الألعاب الأولمبية ببكين لم تتجاوز 48 رياضيا. التأهيل إنجاز في حد ذاته إن التأهيل إلى الألعاب الأولمبية يعد إنجازا في حد ذاته، ذلك أن العديد من الرياضات تمر من إقصائيات كثيرة ومتعددة. فكرة القدم مرت من عدة إقصائيات ، والجيدو شارك ثلاثين مرة خارج المغرب، من أجل الحصول على النقط التي تمكنه من التأهل، هناك سبعة أبطال حصلوا على ميدالية ذهبية، وهناك ثلاثة فقط تمكنوا من التأهل، نظرا لمجموع النقط التي حصلوا عليها خلال ثلاث سنوات والتي مكنتهم من التأهل إلى أولمبياد لندن. التأهيل الآن أصبح رهينا بالمقابلات بالمشاركات، وبجمع أكبر عدد من النقط. ففي التايكواندوا، أيضا، وبفضل برنامج الصفوة والإمكانيات المالية التي رصدت، تمكن أبطاله ومدربه من المشاركة في العديد من اللقاءات خارج الوطن. منحة الصفوة أسالت لعاب البعض لقد عاش برنامج الصفوة في البداية العديد من المشاكل المرتبطة ببعض العقليات، فالمنحة الخاصة بالأبطال والمدربين أغرت البعض، فهناك مديرون تقنيون تحولوا إلى مدربين، لأن الصفة الأولى لاتعطيهم الحق في الإستفادة من منحة 30 ألف درهم، كما عشنا، صعوبات تجلت في تغيير الرياضيين المستفيدين، لأن بعض الجامعات لم تختر، وللأسف، أحسن رياضييها، وهذا مرده إلى الطمع في منحة 20 ألف درهم. هذه السلبيات يمكن القول بأنها أخرت الإعداد في البداية، لكن التتبع والمراقبة، مكننا وبمساعدة الجامعات من وضع القطار على السكة الصحيحة، وتم إبعاد كل رياضي لايستطيع تحقيق الأهداف التي سطرها برنامج الصفوة. لقد واكبنا الجامعات الرياضية عن قرب، ولم يعد أمامها السفر إلى خارج المغرب لإستكمال التكوين والتداريب عائقا، لأن اللجنة الوطنية الأولمبية ومن خلال برنامجها، وفرت كل الظروف من أجل ألا تعدم الجامعات أية وسيلة، وأية فرصة كانت ستمكن أبطالها من اكتساب مهارات، وتجارب جديدة تطور قدراتهم. لكن ذلك كان مرتبطا بإطلاع اللجنة الوطنية الأولمبية على برنامج تربص الجامعات خارج الوطن، وتقييمه، لأن اللجنة الوطنية الأولمبية كانت تركز أن يكون الدعم من أجل تطوير أداء الرياضيين وليس من أجل السياحة. الفوز بميداليات طموحنا إننا نطمح إلى الحصول على ميداليات أولمبية، وذلك تبعا للإعداد الجيد الذي حصل عليه الرياضييون المغاربة في الملاكمة، الجيدوالتايكواندو، وفي ألعاب القوى. المهمة لن تكون سهلة وترتبط بدور المدرب بالتهيء النفسي خلال وقبل المباراة، خاصة وأننا لم نعد نتوفرعلى أبطال مغاربة من طينة سعيد اعويطة، هشام الكروج، نوال المتوكل، بيدوان، وغيرهم والذين كانوا يغادرون المغرب والميداليات في جيوبهم كما كان الحال في مسافة 800 م،1500 م ،5000 م. إذا لم تكن هناك مشاكل، فإننا ننتظر ميدالية في كرة القدم، خاصة وأن الفريق الأولمبي سيكون مطعما بلاعبين من الفريق الأول، ونفس الشيء بالنسبة للجيدو، وألعاب القوى، والملاكمة والتي ركزنا على أن تستفيد من تجربة بكين، وهناك التايكوندو، حيث نتوفر على بطلة العالم ووصيف البطل. المال لم يكن سائبا بل كان هناك افتحاص قبل الشروع في البرنامج تم التوقيع على اتفاقية بين وزارة المالية ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة الوطنية الأولمبية، تمحورت على البرنامج، وتم الإتفاق على أن يكون هناك افتحاص مالي، يضمن الشفافية ويمكن من المحاسبة وتتبع كل المصاريف. صرفنا 50 % من المبلغ والحساب ليس في اسم اللجنة الأولمبية فيما يخص ماتم صرفه إلى حدود الآن يمكن الجزم بأن اللجنة الوطنية في إطار برنامج رياضي الصفوة، قد بلغ 50 % من الغلاف المالي الذي بلغ 33 مليار سنتيم، وذلك يرجع إلى الترشيد الذي عرفته عملية الصرف، كما أن الحساب ليس في اسم اللجنة الوطنية الأولمبية، بل يوجد في الخزينة العامة والسحب يكون حسب الحاجيات. هناك الآن افتحاص مالي، والذي سينقل إلى المفتشية العامة بوزارة المالية التي ستدقق في الحساب وبعد التقرير سيتم رفع اليد. فيما يخص الفائض، فإنه مخصص لنفس الغرض ولن يتم تحويله إلى خانة أخرى، بل ستضخ فيه مبالغ أخرى ليصرف في نفس الإطار خلال السنوات الأربع القادمة. الجميل أن هناك تجربة وهناك أرضية للإشتغال. المنحة المخصصة للميداليات يجب أن تكون موثقة بالنسبة للمنحة المخصصة للمتوجين في الألعاب الأولمبية فقد تم الرفع من قيمتها، ولا يمكن أن أعطيك رقما، نعم سبق لوزير الشباب والرياضة السابق أن قدم رقما، ولكن ذلك يجب أن يكون قد تم التوقيع عليه، لأن الآمر بالصرف لن يصرف إلا المبالغ المتفق عليها بقرار موقع وموجود بالوزارة، لأن الإعلان عن ذلك لايكفي. الجمع العام للجنة الوطنية الأولمبية مرتبط بالجامعات نحن داخل مكتب اللجنة الوطنية الأولمبية قررنا عقد الجمع العام بعد الألعاب الأولمبية بلندن، وسيكون ذلك متزامنا مع تدشين المقر الجديد للجنة الوطنية. لكن هذا مرتبط بالوضع القانوني لبعض الجامعات التي عليها أن تعقد جموعها العامة قبل الجمع العام للجنة الوطنية الأولمبية. ولهذا فقد راسلنا مجموعة من الجامعات في شأن عقد جموعها العامة وركزنا في مراسلاتنا على أن تكون هذه الجموع قانونية. سيكون هناك تواصل مع الإعلام المغربي في إطار إيماننا بأهمية التواصل مع الإعلام المغربي سنعقد قبل الألعاب الأولمبية حفلا يقدم من خلاله الأبطال الذين سيمثلون المغرب بلندن، وكيف تم تأهيلهم، كما سنكشف عن الرياضي الذي سيحمل العلم المغربي. حامل العلم المغربي وضعت له شروط خاصة، من حيث المشاركات والميداليات المحصل عليه في مساره الرياضي.