تعرف ظاهرة الكلاب الضالة انتشارا كبيرا في العديد من أحياء مدينة صفرو، خاصة حي بن صفار، فقد شكل بعضها تجمعات يتجاوز عددها الخمسين في هذا الحي، وهي تمرح وتتجول في الشوارع والمناطق الآهلة بالسكان بحرية مطلقة، حين يحتدم الصراع بينها تصبح عدوانية، وتقوم بمطاردة الدخيل وتتعقبه غير آبهة بعرقلة السير، ناهيك عما تحدثه من ارتباك وهلع للمواطنين. ليلا تجوب الشوارع ذهابا وإيابا ونباحا توقظ النيام و تؤنس الساهرين وترعب المصلين فجرا، ونهارا تتمدد بمجموعات في أركان الأزقة ، ويا ويل من يقترب منها أو يوقدها من سباتها العميق فسيكون مصيره المستشفى ! فقد استوطنت الأزقة، وفرضت حظر التجوال على المارة وأصبحت تعتبر نفسها المسؤولة عن مراقبة الداخل والخارج منها، ولا تتوانى في مطاردة كل سيارة أو دراجة نارية أو شخص غريب قادته أقدامه للمرور من المكان، فهي في لحظات الغضب تشكل تهديدا حقيقيا للمواطنين، علما بأن الكلاب المذكورة غير مطعمة، مما يزيد من احتمال تعرض المصاب إلى داء الكلب. وطالب السكان الجهات المختصة بسرعة التصدي للكلاب الضالة، لأنها تشكل بالفعل خطرا على المارة وتنشر الرعب بشكل يومي وأنها تتجول بحرية وتتكاثر بشكل غير طبيعي، مما يستوجب اتخاذ الإجراءات اللازمة وبشكل عاجل لرفع الضرر عن الأهالي والقضاء على مثل تلك الظواهر، بعدما أصبحت مصدر قلق شديد للسكان الذين يخشون على أطفالهم من هجماتها الشرسة، خاصة أن مرض داء الكلب الذي تسببه، يعد من الأمراض الخطيرة جدا وقد يؤدي إلى الوفاة ما لم يتم علاجه فورا. ومما زاد من خطورة هذه الكلاب، انتشارها بالقرب من بعض الأماكن الحيوية والحساسة جدا، وأمام العمارات، مما يجعل معدل الحوادث التي يمكن أن تخلفها الكلاب مرشحة للارتفاع، في حالة عدم تدخل الجهات المعنية. وترجع الأسباب المباشرة لتنامي ظاهرة الكلاب الضالة، إلى الانتشار غير الطبيعي لعدد كبير من مطارح الأزبال بالأزقة والدروب والمساحات الفارغة من جهة، وإلى اللامبالاة التي تتعامل بها المصالح المختصة لجمع النفايات وفي معالجتها ، خصوصا لنفايات المجازر والأسواق اليومية والأسبوعية، مما يوفر للكلاب الضالة القادمة من كل الدواوير المجاورة قوتا يوميا. إلى ذلك تشكل الكلاب الضالة في أحياء صفرو، خطورة بالغة على السكان من المواطنين والمواطنات المقيمين، وكذلك على الزوار الذين يستعدون لزيارة المدينة خلال فعاليات مهرجان «حب الملوك»