بالرغم من أن لجنة البحر الأبيض المتوسط للأممية الاشتراكية التي انعقدت بمدريد يوم الثلاثاء المنصرم كانت مخصصة لتدارس تداعيات الربيع العربي والأزمة المالية في أوروبا، فقد شكلت قضية الصحراء المغربية الحدث الأبرز في هذا اللقاء، والذي استأثر باهتمام خاص من طرف الصحافة الإسبانية، ذلك لأن الأمر يتعلق بانعقاد أول اجتماع لفريق الاتصال بشأن الصحراء المغربية، بعد مخاض امتد لأكثر من سنة ونصف، منذ أن تقرر على هامش مجلس الأممية الاشتراكية المنعقد بباريس في نوفمبر 2011 أن تتولى رئاسة لجنة البحر المتوسط الممثلة في الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، دعوة الاتحاد الاشتراكي والبوليزاريو الى الجلوس في إطار آلية مشتركة من أجل تقريب وجهات النظر، انطلاقا من مبادئ الديموقراطية والاشتراكية. وقد كانت الفترة الفاصلة بين لحظة إقرار هذا التوجه وبين لحظة تفعيله، حافلة بالاتصالات والمشاورات التي أجراها الاتحاديون مع الاشتراكيين الإسبان إلى أن استقر الرأي على الصيغة التي تجسدت بمقر الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني زوال يوم الثلاثاء المنصرم، حيث جمعت الينا فالنسيانو، نائبة الأمين العام للحزب حول جلسة غداء مغلقة الأخوين العربي عجول ومحمد بنعبد القادر من الاتحاد الاشتراكي، عبد الحميد سي عفيف من المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد سيداتي وبوشراية بايون من جبهة البوليزاريو، إضافة إلى لويس أيالا الأمين العام للأممية الاشتراكية، وأنطونيواسبيخو السكريتير المساعد للعلاقات الدولية بالحزب الاشتراكي العمالي الاسباني. وعلى إثر المحادثات التي انصبت على توضيح طبيعة فريق الاتصال و سياق تشكيله في اطار الأممية الاشتراكية، وكذلك تدقيق إطار عمله وأجندة مهامه، تم الاتفاق على إطلاع مؤتمر الأممية الاشتراكية الذي سينعقد في أواخر شهر غشت بجنوب أفريقيا بتشكيل هذا الفريق، ثم بعد ذلك تنظيم زيارة للجنة من الأممية الاشتراكية الى كل من المغرب والجزائر.