كطائرة ورقية، لا يكاد يصدر عنها صوت، حطت «صولار أمبولس» في الحادية عشرة والنصف من ليلة الثلاثاء عجلاتها فوق المدرجات ، بعدما قطعت 830 كيلومترا، بين مدريدوالرباط دونما قطرة من الكيروزين. إنجاز غير مسبوق لأول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية في رحلة عابرة للقارات استغرقت 19 ساعة بمتوسط سرعة لم تتجاوز 52 كيلومترا في الساعة.. وفور نزوله من الطائرة، قال الربان بيرترون بيكار لحشد من الصحفيين والمسؤولين إن وصوله إلى المغرب يعتبر نجاحا لبرنامج علمي انطلق منذ سنوات، معتبرا أن هذه الرحلة تحمل الكثير من الرسائل ، وعلى رأسها رمزية اختيار المغرب الانخراط بجدية في أحد أكبر مخططات الطاقة الشمسية في العالم . كما أكد أنه فخور بكون الوكالة المغربية للطاقة الشمسية أصبحت من المساهمين في إنجاح تحدي هذا البرنامج العلمي ل «صولار أمبالس» ، مضيفا أن هذه الرحلة تعد تدريبا عاما قبل الرحلة حول العالم التي ينوي فريق البرنامج إنجازها في 2014 . من جهته أكد لنا الطيار أندري بورشبيرغ وهو رئيس المشروع، أن الرحلة البالغة مسافتها 2500 كلومتر أعطت للمهندسين العاملين على المشروع فكرة واضحة عن الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الطائرة خلال جولتها حول العالم، مؤكدا في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أنه هو من سيقوم بقيادة الطائرة بعد أسبوعين نحو مدينة ورزازات جنوبا، معتبرا أن اختيار هذه المدينة لم يكن اعتباطيا كونها ستشهد قريبا انطلاق تنفيذ أكبر مخطط للطاقة الشمسية شمال القارة الإفريقية . وفي تصريحه ل»الاتحاد الاشتراكي» قال مصطفى باكوري رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية إن المغرب باستقباله لهذه الرحلة، يوجه إلى العالم إشارة قوية للالتفات إلى برنامجه الطاقي الذي يتوخى جعل الطاقة الشمسية، أحد المحاور الرئيسية للاستخدام المستقبلي للطاقات المتجددة. وقد برمج المغرب خلال الأسبوعين القادمين العديد من التظاهرات الرسمية حول الموضوع ومجموعة من الحملات التحسيسية حول الطاقة الشمسية. وبعد مكوث صولار أمبالس بمطار الرباطسلا وفور ما تصبح الظروف المناخية ملائمة، ستقلع الطائرة مجددا نحو ورزازات حيث ستنظم أنشطة أخرى في هذا السياق قبل أن تعود إلى الرباط.