أكد أصحاب مبادرة "سولار إمبولس"٬ اليوم الأربعاء بمطار الرباط- سلا٬ أن مشروع "سولار إمبولس"٬ طائرة المستقبل التي تعمل حصريا بالطاقة الشمسية والمخطط المغربي للطاقة الشمسية٬ يتوفران على روح ريادية وخلاقة هدفها تقليص الاعتماد على الطاقات الأحفورية وتشجيع الطاقات المتجددة كحل بديل نظيف واقتصادي. وأوضح بيرتراند بيكار٬ صاحب المبادرة وربان البرنامج الذي أمن الرحلة بين مدريدوالرباط٬ وذلك بمناسبة هبوط الطائرة القادمة من مدريد بمطار الرباط - سلا٬ بعد نحو 20 ساعة من الطيران المتواصل٬ ليلا ونهارا ومن دون وقود٬ أنه ومن خلال اختيار المغرب كوجهة لهذه الرحلة القارية الأولى٬ يتوخى أصحاب مبادرة "سولار إمبولس" الإشادة بالروح الريادية للمغرب٬ أحد البلدان القلائل الذي التزم٬ بقدر كبير من الإرادية والطموح٬ بالتحرر من الاعتماد على الطاقات الأحفورية. وأبرز الطيار السويسري٬ الذي كان بصدد الحديث أمام ممثلي حوالي مئة من وسائل الإعلام الوطنية والدولية٬ وذلك بعد هبوط هادئ حبس أنفاس الجميع٬ أن هذا التوقف يشكل كذلك مناسبة للتعبير عن كل الإعجاب "الذي نكنه للمخطط المغربي للطاقة الشمسية الذي تتكلف به الوكالة المغربية للطاقة الشمسية٬ إلى جانب إقامة المغرب لأكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بورزازات". واعتبر أن مشروع "سولار إمبولس" والمخطط المغربي للطاقة الشمسية٬ ينبعان من نفس المنطلق الذي يحث على الابتكار من أجل التغلب على المستحيل. وتمثل هذه الرحلة المسماة "وجهة المغرب" نقطة التقاء رؤيتين : من جهة٬ رؤية المغرب الرائعة حيال إحداث أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بورزازات بما يمكنه من تقليص الاعتماد على الطاقات الأحفورية٬ ومن جهة أخرى٬ رؤية "سولار إمبولس" التي تظهر إلى أي حد تتيح التكنولوجيات الحديثة أمورا تعتبر مستحيلة لأول وهلة٬ بما في ذلك صنع طائرة تطير ليل نهار بدون وقود - يؤكد المغامر - المنهك لكن المفعم فرحا لتمكنه من إيصال الطائرة إلى وجهتها. وشكلت الشجاعة والمثابرة والتركيز والتحلي بروح الفريق - حسب السيد بيكارد - منطلقات فريق "سولار إمبولس" لبلوغ محطة الرباط٬ الأكثر صعوبة في هذا المسار بكل تأكيد٬ ولكن أيضا الأكثر تشويقا. وقال خلال ندوة صحفية نظمت بمناسبة هبوط الطائرة٬ "يمكن أن أؤكد لكم أنها إحدى أجمل الرحلات الجوية التي قمت بها في حياتي. منذ عشر سنوات والحلم يروادني بالذهاب على متن طائرة من قارة إلى أخرى بدون نقطة وقود". وأضاف أن هذا السفر من أوروبا إلى إفريقيا ذو دلالة قوية بالنظر إلى أنه يعكس المعطى الذي يفيد بأن المعرفة والتكنولوجيا تأتي دائما من دول الشمال٬ قائلا "حاليا٬ إن الشمال الذي يأتي لتفقد ومعاينة ما يتحقق في الجنوب"٬ في إحالة على المخطط المغربي للطاقة الشمسية. وبالنسبة لمرافقه وشريكه أندري بورشبيرغ٬ فإن التكنولوجيا النظيفة والخلاقة التي يقوم عليها مشروع "سولار إمبولس" يمكن استنساخها في ميادين حيوية أخرى وتوظيفها في الحياة اليومية٬ على المستوى الفردي كما هو الشأن بالنسبة للأسرة٬ أو المقاولة والمدينة٬ كبديل حقيقي للطاقات الملوثة. وأكد أنه "ومع رفع التحدي التقني والتكنولوجي٬ فإننا نشهد على هذا الرقم القياسي الذي تم تحطيمه في الرباط من حيث المسافة المقطوعة ومدة الرحلة٬ ولم يتبقى - حسب السيد بورشبورغ - إلا معرفة كيفية تدبير الإكراهات المرتبطة بالعنصر البشري٬ والمسافات الطويلة على متن طائرة شمسية تضع دوما القدرة الجسمانية والنفسية للربان على المحك٬ مشيرا إلى أن فريق "سولار إمبولس" سينكب على تحسين هذا المعطى٬ تمهيدا لرحلة عبر العالم يرتقب القيام بها في 2014. يشار إلى أن طائرة "سولار إمبولس"٬ التي استقبلت في المغرب من طرف الوكالة المغربية للطاقة الشمسية٬ تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وذلك في رحلتها الأولى خارج أوروبا٬ والتي قامت سنة 2011 بأول رحلة دولية لها من بييرن (سويسرا) إلى بروكسيل٬ ستظل بالرباط لأزيد من أسبوع قبل التوجه إلى ورزازات. وسيتم عقد ندوات ومعارض وورشات علمية بموقع مطار الرباط- سلا٬ بمشاركة أصحاب مبادرة "سولار إمبولس"٬ وذلك من أجل التعريف بالطاقات المتجددة لدى الأوساط السياسية والاقتصادية والصناعية والطلابية.