شكلت عناوين الدورة 12 لمهرجان السينما المغربية والإيبروأمريكية بمرتيل، الذي سيستمر إلى غاية 2 يونيو 2012، مجالا للوقوف على معاني هذه الدورة التي رهنت نفسها بروح المسؤولية والاعتراف والفكر وحقوق الإنسان والسينما... في هذا السياق، اعتبر أيوب الأنجدي البغدادي، مدير المهرجان، أن مسؤولية استمرار المهرجان تعود إلى مرجعية نادي مرتيل للسينما والثقافة التي تبنت الاستثمار في الثقافي، وفي السينما ولا شيء غير السينما، وذلك بغرض إشراك مدينة مرتيل في قضايا الشأن الثقافي جهويا ووطنيا. كما أكد، مدير مهرجان مرتيل، أنه عندما دقت إدارة المهرجان، أبواب المؤسسات والهيئات الوطنية، ليس «بدافع مبطن أو يتناقض مع تواجهاتنا واستراتيجيتنا الثقافية»، مشيرا إلى أن مطالب المهرجان الثقافية مشروعة «مادامت تخدم مشروعا ثقافيا، هو في الأصل، صوت المغرب والمغاربة، الذي نسمعه من مرتيل إلى دول الإيبروأمريكية والأوربية والعربية». وفي شق الاعتراف، الذي كرسه المهرجان، من خلال منشوراته، هذه السنة، سيخصص كتيب هذه الدورة للراحل الباحث والناقد السينمائي محمد سكري الذي أعده الناقد السينمائي حسن نرايس. وللإشارة، سبق لمهرجان مرتيل أن خصص منشوراته لكل من المخرج الجيلالي فرحاتي، والمخرج مصطفى الدرقاوي، والراحل الناقد نور الدين كشطي. أما في المجال الفكري، سنويا، كرس المهرجان، بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل عبد المالك السعدي ومجموعة الدراسات والأبحاث السمعي-البصري، تقليدا ثقافيا من خلال فضاء للحوار والنقاش الفكري المعرفي تحت عنوان «السينما كشاهد على العصر»، التي يشارك فيها هذه السنة كل من ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المخرج المصري محمد خان، ميشال خليفي، الجيلالي فرحاتي فرنسيسكو طابوادا تابون (من المكسيك)، جورجي نوفوا (البرازيل)، محمد أوزتوريك (تركيا)... وتتميز الدورة 12، لهذه السنة، بانضمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لمسار هذه التجربة الثقافية السينمائية، وذلك من خلال توقيع اتفاقية شراكة ما بين المجلس الوطني والمهرجان وكلية الآداب بمرتيل ومجموعة الدراسات والأبحاث السمعي-البصري. وهذه الاتفاقية سيوقعها ادريس اليزمي، رئيس المجلس ومدير المهرجان أيوب الأنجدي البغدادي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد سعد العلمي ورئيس مجموعة الأبحاث الباحث حميد العيدوني. أما في الشق السنيمائي، فالدورة 12، هي عنوان الانفتاح على سينما أخرى، تنتمي إلى دول أمريكا اللاتينية من البرازيل، الأرجنتين، كوبا، المكسيك... تضع المشهد السنيمائي المغربي من خلال مهرجان مرتيل للسينما المغربية والإيروأمريكية، في موقع شاشة أخرى، يفتحها المهرجان كبوابة ثقافية تتيح الفرصة لمشاهدة سينما نسمع عنها، ومن جهة أخرى، مناسبة للوقوف على القيمة الثقافية والفنية التي يقدمها المهرجان منذ دورته الأولى... خمسة أبعاد بصيغة سينمائية تحملها الدورة 12 للمهرجان، أكدت عليها كلمات الافتتاح الذي احتضنه فضاء سينما «الريف» التي قدمها كل من ممثل المجلس البلدي لمرتيل، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، والتي اعتبرت أن النجاحات لا ترتبط دائما بالعوامل المادية والإمكانيات، وبالكثرة أو الحجم، وإنما بعوامل معنوية كالمجهود والإرادة القوية، والثقافة المشروعة، منها السينما.