توفي السبت الماضي 26 ماي 2012 بفرنسا، محمد وزان، نجل المختطف الإتحادي الذي ظل مجهول المصير لسنوات "وزان بلقاسم"، وبالضبط منذ 1973، بعد صراع مع مرض السرطان. والذي كان أمر مواصلة البحث عن مصير والده، رفقة المختطف المجهول المصير إلى اليوم، الحسين المانوزي، ضمن الوصية الأخيرة للفقيد عبد الرحيم بوعبيد. لقد رحل محمد وزان وهو لا يزال في شبابه الغني، بقامته الفارعة وخجله الطفولي وصلابته في الكلمات والمواقف، في صمت وإباء، بذات الروح الصلبة التي ميزته على مدى العقود الثلاثة الماضية، حين كان من الأوائل الذين نزلوا للشارع من أجل الكشف عن مصير المختطفين مجهولي المصير، وضمنهم والده. ورغم كل أشكال العنت والقمع التي ووجه بها، هو الذي ظل يأتي من فيافي الشرق المغربي البعيد، من فكيك وبوعرفة، في صبر وجلد وبعزة نفس عالية، فإنه بقي شامخا صامدا لا يلين. وكان له الفضل في نقل القضية مع عدد من المناضلين من طينته إلى المحافل الحقوقية الدولية، حيث التقى كلود شيسون ودانييل ميتران والصحفية الشهيرة آن سان كلير صاحبة برنامج "سبعة على سبعة" قبل لقائها الصحفي الشهير مع الملك الراحل الحسن الثاني. ولقد انتهت تلك المعركة باكتشاف مكان دفن والده وزان بلقاسم، بعد معركة طويلة ضمن حركية هيئة الإنصاف والمصالحة على عهد الراحل ادريس بنزكري، حيث اكتشف قبر الراحل الذي توفي وحيدا معزولا، في معتقل أكدز السري، مدفونا في مقبرة خلاء جوار عدد من معتقلي ذلك المعتقل السري مجهولي المصير. لقد واجه الراحل محمد بلقاسم وزان المرض بصبر نادر، وكما لو أنه قد أنهى دوره بعد أن كشف مصير والده وبنى قبره ووضع عليه وردا وسكب دمعا ودعاء، وقرر الرحيل. مؤلم خبر رحيله عاليا، وكل العزاء لوالدته وعائلته الصغيرة وكل عائلته الكبرى الحقوقية والسياسية.