من المقرر أن تنطلق يوم الاثنين 28 ماي الجاري من ميناء سيت الفرنسي، الباخرة الإيطالية التي حصلت على رخصة مؤقتة مدتها سنة لتغطية الخط البحري الرابط بين سيت وطنجة المتوسط، ومن المرتقب أن يستغل حوالي 250 من البحارة المغاربة المتخلى عنهم في الميناء الفرنسي هذه الفرصة للتظاهر على أمل أن يأخذ ملفهم الاجتماعي مجراه الإنساني ويتم انتشالهم من حالة الحرمان التي صاروا يعانون منها هم وأفراد عائلاتهم داخل أرض الوطن. فبعد أن صار من شبه المستحيل التوصل إلى حل يؤمن إطلاق سراح بواخر شركتي «كومناف» و «كوماريت» المغربيتين من الحجز الذي طالها بأمر من القضاء الفرنسي، وبعد أن فشلت كل محاولات إعادة الروح في الشركتين الغارقتين في الديون، فإن الطاقم المغربي العالق بالموانئ الأجنبية فقد كل الآمال خاصة أن كلا من وزير التجهيز والنقل عزيز رباح ووزير التشغيل عبد الواحد سهيل لم يقدما لهم، أثناء زيارتهما للعالقين إلا اقتراح العودة إلى أرض الوطن وعرض الملف على القضاء، بينما كان المنتظر هو التقدم بحلول استعجالية تعيد لهم ولأسرهم كرامتهم وتحميهم من التشرد ومقترحات حلول أخرى تضع حدا للوضعية المأساوية التي آلت إليها الشركة وبواخرها الإحدى عشر. ولا يستبعد المراقبون أن تأخذ الحركات الاحتجاجية التي ينظمها البحارة المغاربة يوميا، بدعم من النقابة العالمية للبحارة، منحى تصاعديا ، خاصة أن الباخرتين ماجستيك وفانطاستيك اللتين خصصتهما الشركة الإيطالية لتغطية هذا الخط، لا تشغلان أي مغربي وتكتفيان بالبحارة الآسيويين وخاصة الفلبينيين الذين يتقاضون أجورا شهرية في حدود 5000 درهم ولا يستفيدون من أية تغطية اجتماعية بينما البحارة المغاربة يتقاضون حوالي 11 ألف درهم على الأقل ويستفيدون من التغطية الاجتماعية، فبدل ان يكون قطاع النقل البحري من القطاعات الأكثر خلقا لفرص الشغل، فإن منافسة الشركات الأجنبية المعتمدة على أجور الأسيويين الزهيدة تزيد من الصعوبات التي يعاني منها وتؤهل الأجانب للإحلال محله. ومن المنتظر ، كذلك، أن يتم استقبال الباخرة في ميناء طنجة بعد حوالي 36 ساعة من الإبحار بتظاهرات مماثلة حيث يحظى بحارة شركتي «كومناف» و «كوماريت» الذين فقدوا مصدر عيشهم، بدعم كبير من مختلف النقابات المغربية والجدير بالذكر أن الشركة الإيطالية GNV تعرض تذاكر السفر حددت بالنسبة للرحلات المنطلقة من سيت في 121 أورو للمسافر على كرسي وفي 174 أورو للسرير، أما أسعار المسافرين المصحوبين بسيارة فحددت في 414 أورو للكرسي و 467 أورو للسيارة. وبخصوص الرحلات المنطلقة من طنجة، فإن الأسعار حددت في 76 أورو للكرسي و 124 أورو للسرير لترتفع عند اصطحاب السيارة إلى 325 أورو للكرسي و 378 أورو للسرير.