قال أحمد بوكوس ,عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية , أن المادة الخامسة من الدستور التي تنص على ترسيم اللغة الأمازيغية سيتم تفعيلها وتنزيلها بموجب قانون تنظيمي لم يصدر بعد، بحكم أن الجهاز التنفيذي منكب على إعداد عدد من مشاريع القوانين التنظيمية التي نص عليها الدستور, مؤكدا في هذا الصدد على أن مشروع القانون التنظيمي الذي يخص ترسيم اللغة الأمازيغية يوجد ضمن الأجندة الحكومية، وسيمكن من دسترة اللغة الأمازيغية في عدد من القطاعات في إطار صيرورة تتم بشكل تدريجي وتدرجي. وأوضح بوكوس في اتصال هاتفي لجريدة"الاتحاد الاشتراكي"، أن ترسيم اللغة الأمازيغية يقتضي طبعا مجموعة من الشروط الأساسية التي قطع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فيها أشواطا جد مهمة كإعداد البنيات المشتركة ومعيرة اللغة الأمازيغية، وإعداد معاجم متخصصة في مجال التربية والإعلام والإدارة، معلقا في هذا السياق إلى أن هناك نصف مليون يدرسون اللغة الأمازيغية على مستوى الابتدائي وهذا لا يرقى إلى طموحنا. وسجل بوكوس أن المخطط المنتظر في سنة 2011 هو أن يتم تعميم تدريس اللغة الأمازيغية على كافة مستويات التعليم الابتدائي, خاصة وأن جميع الشروط مواتية ومتوفرة لذلك، الكتاب موجود، والمعاجم متوفرة وبرامج التكوين مهيئة ، يبقى على وزارة التربية الوطنية أن تأخذ بجد توفير المناصب المالية لخريجي الجامعات الذين لهم إجازة و ماستر متخصصة في اللغة الأمازيغية، وتهيئ شروط التحاقهم بمؤسسات مهن التعليم. وبخصوص حضور الأمازيغية على مستوى الإعلام، أشاد العميد بالمجهودات المهمة التي قامت بها الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة والتي توجت بإحداث القناة 8 الأمازيغية، لكن لابد من تجويد تكوين العاملين بالقطاع وتجويد كذلك البرامج الثقافية والإعلامية، معتبرا في نفس الوقت أن القناة الأمازيغية مكسبا للمشهد السمعي البصري بصفة عامة ومكسب للثقافة الأمازيغية بصفة خاصة. وأشار بوكوس في هذا الصدد على ان المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قد اقترح على وزير الاتصال إحداث شعبة للدراسات الأمازيغية ليكون من أهدافها تكوين صحفيين وصحفيات وعاملين في مجال السمعي البصري الذي يهم مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وهذا من شأنه أن يساهم في تجويد مجال الإعلام السمعي البصري بالمغرب. وفيما يتعلق بالمجلس الوطني للغات التي نص عليه دستور المملكة، أوضح بوكوس أن ليس هناك مشاورات رسمية ما بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والحكومة, إلا أنه أكد أن المعهد قد بادر وتقدم بمجموعة من المقترحات في الموضوع، مفادها أن يكون المجلس الوطني للغات هيئة تسيطر التوجهات الكبرى التي يمكن أن تشكل قاعدة للنهوض باللغات الوطنية، وتعطي المزيد من الوضوح والتجانس لسياسة الدولة في مجال تدبير الموارد اللغوية والثقافية. وان يكون لهذا المجلس الوطني للغات مجلس ادارة يحتضن المؤسسات الموجودة كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأكاديمية محمد السادس للغة العربية والتي يمكن أن تحدث كالمؤسسة التي سيناط بها مهمة الاهتمام باللغة الحسانية، فضلا عن اللهجات المغربية الأخرى واللغات الأجنبية. الرباط: عبد الحق الريحاني