وفرت شركة الخطوط الملكية المغربية» لارام» لزبنائها مجموعة جديدة من الخدمات التي تزيد من راحة المسافرين منذ الشروع في اقتناء تذكرة السفر وحتى مغادرة الطائرة. كما أنها التزمت بتوفير المزيد من الخدمات مباشرة بعد انتهاء الأشغال بالمحطة النهائية رقم 1 التي ستكون خاصة بها وتحت مسؤوليتها. للوقوف على هذه المستجدات، قام وفد صحافي بزيارة ميدانية عاينوا خلالها أهم المستجدات سواء داخل المطار أو داخل الطائرات، كما أن العروض التي قدمها كل من المدير العام التنفيذي عبد الرحيم زويتن والأطر المعنية بالتغيير، حملت ما يؤكد أن الاستثمارات التي كلفت حوالي 200 مليون درهم جعلت الشركة تستعيد عافيتها وأهلتها لخوض غمار المنافسة الشرسة من موقع صلب، خاصة أن تنفيذ مقتضيات البرنامج التعاقدي مع الحكومة ساعد على تقليص معدل سن الأسطول عند صيف 2012 إلى حوالي 6.8 سنة عوض 8.9 سنة 2011 و 10.1 سنة 2010 . فمن خلال عرض المدير التنفيذي تبين أن الشركة وضعت مخططا يزاوج بين توفير وسائل العمل وبين التكوين الذي سيشمل حوالي 2200 عنصر من مستخدمي الشركة. كما أنها ستكثف اجتماعاتها مع مختلف الأطراف المعنية من أجل توفير راحة المسافرين وتقليص مدة انتظارهم أمام مختلف المصالح، وباستثناء فترة الصيف، التي ستشهد تزايد الحاجة إلى خدمات مختلف المستخدمين بفعل تزامن عودة مغاربة الخارج على أرض الوطن مع عمرة رمضان ومع موسم السياحة الصيفية، فإن التصحيح سيشمل كل الجوانب بما فيها تحسين معايير التزام الطائرات بمواعيد الإقلاع، علما بأن الشركة تصنف عالميا من بين الشركات العشر الأولى الأكثر التزاما بالمواعيد، وعلما بأن التأخير ينتج في كثير من الحالات عن عوامل خارجية مثل كثافة الثلوج في بعض المطارات الأوربية. التغيير الذي انطلق سيهم على مستوى شراء التذاكر، تجميل واجهات الوكالات وإعطاءها رونقا جديدا، فضلا عن الرفع من فعالية الموقع الإلكتروني الذي قلص كلفة التوزيع ومكن من رفع حجم مبيعاته في ظرف أربع سنوات من 300 مليون درهم إلى حوالي 1.4 مليار درهم، كما أنه سيهم تحسين خدمات مركز النداء. البرنامج الذي نفذ في ظرف 6 أشهر، عوض سنتين المعمول بها في دول أخرى، قام على إبراز صورة وعلامة الشركة داخل مطار محمد الخامس وعلى توفير خدمات خاصة بزبناء درجة الأعمال تشمل تسريع إنجاز مختلف المعاملات وتوفير قاعة فخمة للانتظار وإصلاح قاعة العبور وتوفير قاعة خاصة بالأطفال غير المرافقين . وعملا على ربح الوقت، فإن المسافر يمكنه أن يحجز مقعده بنفسه ويمر إلى قاعة الإركاب إما عن طريق موقع الشركة على الأنترنيت أو عن طريق الآلة الإلكترونية التي وضعت بالمطار والتي يكون فيها إدخال رقم التذكرة أو اسم المسافر كافيا للحضور على تذكرة الإركاب، وحتى إذا كان المسافر حاملا لأمتعة فإن مدة تسليمها تقل بكثير عن المدة المعتادة. أما على متن الطائرة، وفي انتظار تعويض طائرات المسافات الطويلة المكونة من 3 طائرات بوينك 767 و طائرة واحدة بوينك 747 عند نهاية 2014 بطائرات 787 المعروفة باسم دريم لاينر، فإن الزيادة في عدد المقاعد كانت مرفوقة بتحسين الإقامة إذ تم تجهيز طائرات َ ATR بكراسي جديدة تجمع بين توفير الجلوس في وضعية مريحة وبين تحسين معايير السلامة، كما أن خفة وزنها تساعد على تقليص كلفة استهلاك الوقود. وبالنسبة لزبناء درجة الأعمال فقد تبين أنهم سيستفيدون من وجبات شهية متنوعة، وتخضع لجميع المعايير الصحية كما ستوضع رهن إشارتهم في الخطوط الطويلة، ابتداء من يوليوز، لوحات إلكترونية. والملاحظ أن الخطوط الملكية المغربية استطاعت أن تصمد في وجه تبعات تحرير الأجواء الذي انطلق منذ سنة 2006 بدون إجراءات مواكبة، بل إن النهج التجاري الذي اعتمدته طيلة مرحلة الأزمة الاقتصادية العالمية فرض على عدة شركات أجنبية التخلي عن نشاطها في المغرب، وأمن لها تحقيق أرباح تزيد عن توقعات البرنامج التعاقدي مع الحكومة، وهي الأرباح التي يمكن أن تتحسن بعد انتهاء الأشغال في المحطة النهائية رقم 1 بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث ستكون هي المسؤولة عن كل الخدمات الخاصة بزبنائها. فبعد أن ازدادت التنافسية بقطاع الملاحة التجارية، فإن التغييرات التي طرأت على الخطوط الملكية المغربية غيرت صورتها بشكل نهائي وجعلتها تنظر إلى المستقبل بتفاؤل مصحوب باليقظة والحذر.