لم تمنع حرارة الطقس بعد زوال يوم الجمعة الماضية أن يتبادل كل من الكومندان عبد الرحمان صادوق عن الخطوط الملكية المغربية، والرئيس التنفيذي لشركة «أتي إر»، الكلمات بخصوص حفل تسليم طائرة جديدة، اقتنتها الخطوط الملكية المغربية ضمن صفقة تهم اقتناء 6 طائرات من الحجم الصغير. فوق مطار مدينة تولوز، وقف الشريك الإيطالي لعملاق صناعة الطائرات «إيربيس»، يتحدث عن الشراكة الجديدة التي دشنتها شركته مع الزبون المغربي، وبلكنته الإيطالية، كشف عن تفاصيل الصفقة، كما استفاض في الحديث عن المستقبل الذي ينتظر هذه الشركة التي أضحت رائدة في صناعة الطائرات. الاحتفال اليوم ليس فقط بتسليم الخطوط الملكية المغربية طائرة من صنف ATR 72-600، بل أيضا بتسليم أول طائرة من هذا الصنف تنتجها الشركة المذكورة، يقول فيليبو بانيات، الرئيس التنفيذي لشركة «أتي إر»، معتبرا أن «لارام» كانت أول زبون سيدشن العمل بهذا الصنف المتطور من طائرات ATR. اقتناء الخطوط الملكية المغربية ل6 طائرات من الجيل الجديد من هذا الصنف ، يدخل ضمن سياسة جديدة تروم تعزيز الرحلات القريبة باستعمال طائرات، صغيرة الحجم، لايتعدى عدد ركابها ال70 مسافرا، وذلك بغرض مواجهة المنافسة القوية للشركات الدولية العاملة في مجال الطيران، وهو ماعبر عنه المدير العام المكلف بشؤون الطيران بشركة «لارام» في كلمته، حين أشار إلى الرغبة في استعمال هذا النوع من الطائرات الصغيرة الحجم في الرحلات القصيرة. المسؤول المغربي، لم تفته الفرصة، للإشارة إلى أن الصفقة التي تمت مع الشركة، كانت تمرة عملية انطلقت منذ سنة 2008، عبر تقديم «لارام» لطلب عروض، استقر في نهايته على الشركة الفرنسية، مثمنا العلاقة التي ربطت الطرفين خلال هذه الفترة، والتي ستستمر لاحقا من أجل تسلم باقي الطائرات الست، لكنه في وسط كلامه لم ينس أن يكشف أن صناديق الحقائب داخل مقصورة الركاب، تمت وفق طلب الشركة المغربية، وبتصنيع من شركة مغربية. الجيل الجديد من صنف ATR 72-600 و ATR 42-600،، يتميز بعدة خصائص، ماجعله يلقى إقبالا كبيرا من قبل الشركات العالمية في مجال الطيران، حيث كشف مسؤول الشركة، أن شركته التي كانت تصنع سنويا 3 طائرات فقط، أصبحت حاليا مضطرة للتوسع، حيث تتوفر على طلبيات تصل إلى 195 طلب، مفسرا ذلك في النجاح الباهر الذي حققته شركته في هذا المجال، ماجعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا، وتحتكر نسبة هامة من السوق العالمية. اختيار الخطوط الملكية المغربية لاقتناء ستة طائرات من صنف ATR 72-600 و ATR 42-600، يعزوه مسؤولوها في رغبة الشركة في تقوية الرحلات القصيرة، محليا وكذا بالنسبة للرحلات الدولية المجاورة، حيث تسعى بذلك لتحسين خدمات « لارام إكسبريس»، التي تهم حاليا 18 مدينة مغربية، من خلال توفير رحلات بأسعار تنافسية وبسيطة، وبرنامج رحلات متنوع ومستجيب لحاجيات الزبناء. رغبة الخطوط الملكية المغربية في الاستعداد للمرحلة المقبلة، يبدو جليا من خلال الإقدام على هذه الصفقة، في ظل الحديث عن رفع الدولة يدها عن الشركة وعدم إمكانية التفكير في طلب دعمها، مما يفرض البحث عن الرفع من مداخيل الشركة، ولن يتأتى ذلك سوى باستقطاب زبناء جدد وتحسين الخدمات، خاصة وأن كلفة الصفقة الجديدة تصل إلى حوالي مليار درهم. عبد المجيد حشادي