في ظل موجة الحرارة التي تعرفها جل مناطق المملكة، أتت النيران عصر يوم الاثنين 14 ماي 2012 على إحدى الجوطيات الموجودة بحي الأمل ببوزنيقة، حيث شوهدت ألسنتها وهي تلتهم العديد من المحلات التجارية التي هي عبارة عن بيوت من البلاستيك، مما سهل عملية انتشار الحريق، وقد بقي المتضررون يصارعون النيران بمعية المواطنين الذين تجندوا لإخماد الحريق قبل أن يلتحق أفراد الوقاية المدنية، قادمين من مدينة بنسليمان، حيث وجدوها أتت على كل ممتلكاتهم التي لم يبق منها إلا أشلاء القصدير التي كانت تؤثث أماكن بيعهم وشرائهم، ولم تسلم المنازل المجاورة للجوطية بدورها من الحريق، حيث تعرض منزل أحد المواطنين للحريق هذا الأخير سبق وأن قدم عدة ملتمسات للسلطات المحلية ينبه فيها إلى الخطورة التي تشكلها هذه البيوت البلاستيكية، بينما نجى مواطنون آخرون بأعجوبة من هذا الحريق. ويوجد بالجوطية حوالي 54 محلا تجاريا تتوزع مابين محلات بيع الخضر والدواجن والبقالة والتجهيزات المنزلية المستعملة ... كما أن الخسائر قدرت بحوالي 1.5 مليون درهم. وفي اتصال بالمتضررين أكدوا أنهم كانت لهم اتصالات بباشا المدينة من أجل إخلاء المكان الذي توجد به الجوطية لإتاحة الفرصة لشق إحدى الطرق إلا أن عرض باشا مدينة بوزنيقة بالانتقال إلى أحد الدكاكين التي هي حسب المسؤولين عبارة عن سوق مركزي لم يكن مقنعا بدعوى أن هذه الدكاكين لاتصلح للبيع والشراء لأنها صغيرة الحجم، كما أن السومة الكرائية مرتفعة . في سياق متصل، وفي إطار التضامن ومواساة للمتضررين، قام أحمد الزايدي، برلماني الإقليم مباشرة بعد الانتهاء من جلسة البرلمان ليوم 14 ماي 2012، بزيارة تفقدية لمكان الحريق، حيث طاف بكل أرجاء الجوطية المحروقة والتقى بالتجار المتضررين وكذلك المواطنين الذين تضررت منازلهم جراء هذا الحريق، حيث عبر لهم عن تضامنه الكبير والقيام بالواجب تجاه السلطات المختصة، كما تلقى سيلا من الشكايات التي تهم الوضعية المزرية التي تعاني منها ساكنة حي الأمل، خصوصا على مستوى السكن بإشراك عائلتين في بقعة أرضية لاتتعدى مساحتها 60 مترا مربعا، والإهمال الذي طالهم لسنوات والوعود التي تلقوها من المسؤولين وعدم الاكتراث لمشاكلهم، وأين اختفى المسؤول الأول عن المجلس البلدي، وقد استحسن السكان هذه الخطوة، بينما صبوا غضبهم على المجلس البلدي لبوزنيقة، وعلى ممثلي دوائرهم الانتخابية الثلاث الذين تواروا عن الأنظار . من جهة أخرى، فإن مدينة بوزنيقة التي توجد بها مجموعة من المعامل ويشقها طريق سيار، وكذلك سكة حديدية لا تتوفر على مركز للوقاية المدنية، يمكن اللجوء إليه في حالة الطوارئ ، وقد سبق للمدينة أن عرفت كارثة ما عرف بالثلاثاء الأسود آواخر شهر نونبر 2010 التي أودت بحياة 33 فردا داخل حافلة لنقل المستخدمين إثر غرقها بأحد الأودية المسمى «وادي الشقيق» من بينهم أحد أفراد الوقاية المدنية. ويبقى مطلب الساكنة هو توفر المدينة على مركز للوقاية المدنية حتى لاتتكرر مثل هذه المآسي .