تحل يوم الأربعاء 16 ماي الجاري, الذكرى التاسعة لأحداث 16 ماي الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء خلال سنة 2003 ,والتي اعتقد معها الجميع أنها لحظة استثنائية عابرة، لكن سرعان ما خاب ظن من اعتقدوا ذلك بفعل تكرر سيناريوهات الدم واستهداف الأبرياء والعمل على ترويع أمن المواطنين ومحاولة زعزعة استقرارهم، فتوالت العمليات الانتحارية والتفجيرات، وتوالى تفكيك الخلايا الإرهابية آخرها تفكيك "حركة المجاهدين المغاربة"، ووضع اليد على ترسانة من الأسلحة التي كانت ستستخدم في الغايات نفسها! ذكرى جديدة لأحداث 16 ماي التي تفرض إعادة طرح الأسئلة من جديد حول الظاهرة والسياقات التي عرفتها والمنعرجات التي ميزتها بالمغرب، وكيف تم رفع مطلب الحقيقة والظلم من طرف من استهدفوا في التفجيرات ومن اعتقلوا عقبها، لتظل بذلك الأسئلة عالقة وإن قدمت لبعضها أجوبة كانت غير شافية ويحفها الغموض واللبس. الذكرى التاسعة قررت خلالها الجمعيات المهتمة بالظاهرة الإرهابية سواء التي تضم في عضويتها عائلات الضحايا، أو تلك التي تضم ضحايا كتبت لهم النجاة بعد الأحداث الدموية ,لكن بعاهات رافقتهم وشظايا مختزنة بأجسادهم، ومعها الجمعيات التي جعلت من الإرهاب تيمة لاشتغالها بالاعتماد على مقاربات فكرية، ثقافية، تربوية، اجتماعية ... ان تخلد هذه اللحظة بشكل جماعي امام النصب التذكاري مساء الأربعاء 16 ماي 2012 بساحة محمد الخامس بالدارالبيضاء، وهذه الجمعيات هي " الجمعية المغربية لضحايا الارهاب جمعية ضحايا 16 ماي الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش المرصد المغربي لنبذ الارهاب والتطرف، جمعية 28 أبريل لمقهى أركانة، وجمعية عماد ابن زياتن للشباب و السلم"، حيث سيفتتح اللقاء بتلاوة الفاتحة ترحما على الضحايا، وإلقاء كلمة باسم الجمعيات المنظمة من طرف طفلة، إضافة إلى عزف نشيد السلام العالمي ضد الإرهاب بأنامل مغربية، ووضع أكاليل الورود على النصب. ويتميز تخليد الذكرى الجماعي برفع مطلب قام الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش برفعه منذ 3 سنوات والمتمثل في إحداث صندوق خاص للتكفل بضحايا الإرهاب من أجل صون كرامتهم وعدم مضاعفة آلامهم لتتحول من معاناة نفسية إلى أخرى اقتصادية واجتماعية.