كشفت معلومات استخباراتية مشتركة بين الولاياتالمتحدة والعربية السعودية عن تمكن وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي) من إحباط مخطط لتنظيم القاعدة في اليمن كان يهدف لإسقاط طائرة أمريكية. وذكر مسؤولون أمريكيون على اطلاع بتفاصيل العملية، أن خيوط المؤامرة كشفها عميل سعودي تمكن من اختراق صفوف تنظيم القاعدة في اليمن، إذ أوهم التنظيم بأنه متطوع لتنفيذ مهمة انتحارية، لكن قام، بدلا من ذلك، بتقديم المتفجرات وكل ما توفر له من معلومات عن التنظيم للاستخبارات السعودية.ولقد تم في هذه العملية المشتركة بين المخابرات الخارجية السعودية والأمريكية، الاستعانة تكنولوجيا أمريكية متطورة، بما فيها تقنيات تعقب البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية ومواقعها، كما تم اللجوء إلى شبكة العلاقات الاستخباراتية السعودية مع القبائل اليمنية. وأوضح المسؤولون أن الطرفين كثفا من درجة تعاونهما في اليمن منذ دجنبر 2009، حيث تم اقتسام كافة المعلومات من أجل الوصول إلى أبرز الأسماء المطلوبة والمستقرة في شبه الجزيرة العربية، والقضاء عليها، وكذا إحباط كافة الهجمات المخطط لها، بما فيها مخطط إرسال قنابل إلى دول غربية عبر أحدى طائرات الشحن. وسبق لوكالة أسوشييتد بريس أن نشرت يوم الإثنين الماضي تفاصيل حول العملية التي تمت في أواخر شهر أبريل الماضي. لكن السلطات الأمريكية تمهلت ولم تكشف تفاصيل ما حدث حتى يتسنى لها التأكد من سلامة العميل لمزدوج وأفراد أسرته. ولقد قادت هذه المغامرة العميل المزدوج إلى مغامرة مثيرة، وصل خلالها لمعسكرات تدريب عناصر تنظيم القاعدة في اليمن. وفي تلك الفترة، تم ترحيل أفراد أسرة هذا العميل إلى عدة مناطق في السعودية تحسبا لاكتشاف أمر رب الأسرة في أية لحظة، لكنهم دون أن يكونوا على علم بأنه كان يقوم بعمليات تجسس. وبناء على معلومات من ذلك العميل، الذي أصبح يلقب بجيمس بوند السعودي، قام طائرات أمريكية بدون طيار بقتل فهد القوسو يوم الأحد الماضي، زعيم التنظيم في اليمن وهو ما أثار ردود فعل باقي أفراد القاعدة، حيث تم تدبير مجموعة من التفجيرات راح ضحيتها 22 فردا من الجنود اليمنيين. وتظل الطريقة التي تمكن بها هذا العميل من اختراق تنظيم القاعدة في اليمن مشوبة بغير قليل من الغموض، لكن الواضح أنه يتوفر على العديد من المؤهلات. عندما توجه «جيمس بوند» إلى اليمن ما بين شهري مارس وأبريل، كانت مهمته المزدوجة تتمثل في تجميع أكبر ما يمكن من المعلومات حول طريقة اشتغال التنظيم، وإحضار المتفجرات في حالة جيدة حتى يتسنى للاستخبارات الأمريكية فحصها بدقة، رغم أنه كان يتحرك فقط وفق تعليمات جهاز الاستخبارات السعودي، الذي يتكفل بإطلاع نظيره الأمريكي بكافة المعلومات المتحصل عليها في نفس الوقت، وهذا ما مكن الأمريكيين من معرفة مكان وجود المتفجرات والفاعلين الأساسيين في العملية بكل دقة وفي توقيت مناسب. ولقد أوهم العميل تنظيم القاعدة باليمن بأنه متطوع لتفيذ هجوم انتحاري على متن إحدى الطائرات، فتم تزويده بمتفجرات مثبتة على جسده، وتم منحه ما يكفي من المال لاقتناء تذكرة طائرة، كما تم تجهيز المتفجرات بزر تشغيل احتياطي يلجأ إليه في حال وقوع عطب بالزر الأساسي. لكن العميل سيتمكن من العبور إلى الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى العربية السعودية، حاملا معه المتفجرات.