تمثل قيادة ريال لإحراز لقبه رقم 32 في دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم انتصارا شخصيا للمدرب جوزيه مورينيو، لكن التتويج في دوري أبطال أوروبا هو المقياس الحقيقي لتقييم المدربين في النادي، الذي قد يكون الأكثر نهما للألقاب في العالم. وفاز مورينيو، البالغ من العمر 49 عاما، بألقاب دوري محلية في بلده البرتغال وفي إنجلترا وإيطاليا والآن في إسبانيا، ليصبح أول مدرب يحقق هذا الإنجاز كما قاد بورتو وانترناسيونالي للفوز بدوري أبطال أوروبا في 2004 و2010 على الترتيب. وتعاقد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال، مع مورينيو صاحب الشخصية المميزة ليحضر إلى إسبانيا من إنترناسيونالي، ومنحه سلطة غير مسبوقة في ظل سعي بيريز، عملاق صناعة البناء، وعشاق ريال المخلصين لإحراز اللقب العاشر في المسابقة القارية. وفي فترة رئاسته الثانية لأغنى أندية العالم من حيث الإيرادات ضخ بيريز مئات الملايين من اليورو لتعزيز صفوف ريال بلاعبين مثل كريستيانو رونالدو وكاكا وكريم بنزيمة، في سعيه لإنهاء هيمنة برشلونة على الساحة محليا وخارجيا، لكن المهمة لم يكتمل منها إلا النصف فقط. وخسر ريال في قبل نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي مع مورينيو، وكانت الأولى أمام برشلونة والثانية بركلات الترجيح أمامم بايرن ميونيخ في ملعب سانتياغو برنابيو بمدريد الأسبوع الماضي. واللقب الوحيد الآخر الذي أحرزه مورينيو في موسميه مع ريال هو الفوز بكأس ملك اسبانيا، حين سجل رونالدو هدفا في الوقت الإضافي، ليتغلب الفريق على برشلونة رغم أن العديد من مشجعي المنافص الكطالوني لا يرونه يحمل أهمية كبيرة. وفاز فابيو كابيلو، مدرب إنجلترا السابق، بلقبين في الدوري الإسباني في المرتين اللتين درب فيهما ريال، لكنه فقد منصبه في كل مرة. وقال كاتب عمود في صحيفة «أس»، المقربة من الريال يوم الاثنين، «فوز ريال بلقب كأس الملك ليس شيئا فريدا ولا الفوز بالدوري والوصول مرتين متتاليتين لقبل نهائي دوري الأبطال.» وأضاف، في إشارة إلى صيحات الاستهجان في ملعب برنابيو، حين رددت مجموعة متحمسة من المشجعين اسم المدرب أثناء مباراة انتصر فيها الفريق على إشبيلية يوم الأحد الماضي «هذا شيء عادي بالنسبة لمدريد. بالطبع توقعت وأتوقع المزيد من مورينيو، وأظن أن من هتفوا يوم الأحد كانوا يفكرون بنفس الطريقة.» وحتى لو لم يقدم مورينيو لبيريز اللقب الأوروبي، وثار مشجعو ريال أكثر، فإن إنجازه بقيادة هذه التشكيلة للقب الدوري على حساب برشلونة ينبغي أن ينال من الثناء ما يستحق. وتوصل مورينيو للاستقرار المطلوب ليتفوق على برشلونة، الذي يضم أحد أفضل الفرق في تاريخ اللعبة، وذلك بفضل الاعتماد على القوة المميزة للهجوم. وبقيادة رونالدو وبنزيمة وغونزالو هيغوين، حطم الريال الرقم القياسي السابق لتشكيلته، التي كان يقودها المدرب الويلزي جون توشاك في موسم 1989 - 1990، وسجل هو 115 هدفا في 36 مباراة بالدوري هذا الموسم، وقبل جولتين من النهاية. وقال إميليو بوتراغينيو، الذي كان مهاجما في تشكيلة توشاك، ويشغل الآن منصب مدير الكرة لريال، متحدثا لصحيفة ماركا الرياضية مؤخرا «ذلك الفريق أمضى خمس سنوات يلعب معا، بينما الفريق الحالي لم يجتمع إلا منذ فترة أقصر لذلك يستحق ثناء أكبر.» وأضاف «التشكيلة الحالية لريال مدمرة، وهناك عدد من اللاعبين في الفريق يمكنهم تسجيل الكثير من الأهداف.» ومرة أخرى يتنافس رونالدو وغريمه الشخصي ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم، على لقب هداف الدوري. وبثلاثية أمام ملقة يوم الأربعاء، رفع ميسي رصيده الشخصي إلى 46 هدفا، متقدما بهدفين على رونالدو. ومع قرار بيب غوارديولا، مدرب برشلونة، بترك الفريق في نهاية الموسم بعدما حصل معه على 13 لقبا في أربع سنوات، ثارت سعادة في العاصمة الاسبانية بينما سيتم تصعيد المدرب المساعد تيتو فيلانوفا، الذي وجه إليه مورينيو لكمة في العين أثناء مباراة بين الفريقين في بداية الموسم، ليقود النادي الكطالوني. ويدرك مورينيو أن لقب الدوري سيكون متوقعا منه في الموسم المقبل، أما الفشل مرة أخرى في الفوز بدوري أبطال أوروبا فقد يثير جدلا جديدا حول أساليبه وطرق اللعب التي يطبقها.