نظمت جمعية أبطال الحسنية، التي تعتبر تجمعا للاعبي الحسنية السابقين الذين حققوا لمدينة الإنبعاث إنجازا غير مسبوق تمثل في انتزاع لقبي البطولة الوطنية لموسمي 2001 2002 و 2002 2003، نظمت تظاهرة إشعاعية تمثلت في عقد مائدة مستديرة تناولت موضوع «كرة القدم السوسية، انتظاراتها وآفاقها»، والتي شاركت فيها فعاليات رياضية نذكر منها السادة مصطفى مديح، ومحمد أمين بنهاشم، ويحيا حدقة، والحبيب سيدينو، ولحسن الكاموس، وهشام العلولي، ومحمد الحسايني، ومولاي ادريس الشقيرة، وكذا بعض الفعاليات الإعلامية نذكر منها الزميل مبارك إدمولود، وممثلين عن الجمهور في شخص المشجعين يوسف طقطوقة وعبد الله أزنزار. المائدة المستديرة، التي انعقدت مساء يوم الخميس 05 أبريل 2012، انطلقت بعرض لهشام العلولي، الحائز على الماستر في التدبير الرياضي، والذي ركز في مداخلته على شروط التأهيل الإحترافي لأندية كرة القدم. وتلتها مداخلات أخرى ركزت بالأساس على وضعية الأندية السوسية، وفي مقدمتها نادي حسنية أكاديرالتي عبر أغلب المتدخلين على قلقهم الشديد إزاء الوضعية التي يجتازها حاليا. كما تم التعرض لقضايا التحكيم الذي بدأ يرتكب أخطاءا تتجاوز المستوى التقني ليصبح لها تأثير على سير المباريات ونتائجها. كما عرف هذا الجانب مداخلة قيمة للحكم الدولي السابق يحيا حدقة، المحاضر حاليا بالفيفا والكاف، والذي أكد على أن الإحتجاج يبقى لصيقا بالتحكيم. فالحكم يبقى معرضا للإحتكاك بباقي المتدخلين في اللعبة، من مدربين ولاعبين، وجمهور كذلك.. وحكامنا يخضعون سنويا لدورتين تكوينيتين، أو ثلاث دورات على أكثر تقدير، وهذا غير كاف. فبطولة احترافية، يقول يحيا حدقة، لا يمكن تسييرها بحكام هواة. كما أن بطولة هذا الموسم أعطيت فيها الفرصة لعدد من الحكام الشبان، ونتج عن هذا أن المدربين أصبحوا بدورهم يتدخلون في التحكيم ويتكلمون عنه بشكل متزايد. ودعا السيد حدقة الى إعادة النظر في الموارد التي تخصص للحكام، وكذا في جانب التكوين. كما ينبغي إعادة النظر في طريقة تعيين الحكام، وكذا في الجانب المتعلق بالمستوى الثقافي للحكم، و جانب اللياقة البدنية. وفي إشارة الى مديرية التحكيم، أكد حدقة أن المغرب إذا كان يتوفر على مديرية في هذا المجال، فإنه لا يتوفر على مدير! في الجانب التقني أكد مدرب اتحاد ايت ملول أمين بنهاشم أن منطقة سوس تعاني من نقص كبير من حيث عدد الأطر التقنية. كما أن هناك تهميشا للاعب المحلي. فيما أكد مصطفى مديح، الذي يعرف عن قرب واقع كرة القدم بسوس، أن المنطقة غنية باللاعبين، ولكنها أصبحت تعاني حاليا من ضعف التضامن بين الفرق. كما أكد سعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، وهو عضو جماعي، ومسير سابق للرجاء البيضاوي، أن هناك أزمة عامة وحقيقية، مجتمعية، قبل أن تكون أزمة كرة أو رياضة، وهي ما يفسر واقع الشغب الذي أصبحت تعرفه ملاعبنا. وبالنسبة لكرة القدم بسوس، وتحديدا وضعية الحسنية، دعا السيد الى أن يكون هناك دعم وتضامن مع فريق الحسنية حتى يخرج من وضعيته الحالية، ولتأتي المحاسبة بعد ذلك. مداخلات أخرى تناولت بالنقد، والنقد الشديد، قانون المنخرط الذي حول الأندية الوطنية الى رهينة بين أيدي مسيرين لا «يتكردعون» . وفي هذا الصدد أكد الزميل مبارك ايت مولود، المسؤول عن موقع «سوس سبور» الإلكتروني، أن قانون المنخرط هو قانون غير ديموقراطي، ومتجاوز. وهو ما يجعلنا حاليا نعيش ليس في الإحتراف، بل في احتراف الهواية. فاللاعب، والمدرب ، والحكم يتكونون، فيما المسير لا يخضع لأي تكوين. وفي نفس الإتجاه صبت مداخلة كل من الحبيب سيدينو ولحسن الكاموس، حيث أكدت مداخلة الأول على أن المنخرطين يفترض فيهم أن يشكلوا احتياطيا من الكفاءات، بحيث يتحولون الى قوة اقتراحية تساعد المكتب المسير، بحيث يتابعون عمله، وينبهونه الى جوانب النقص في هذا العمل. فهل أنديتنا كلها لها منخرطون بهذا المعنى؟ أما مداخلة الثاني، الكاتب العام السابق للحسنية، الحاج الكاموس، فقد أكد فيها بدوره على أن قانون المنخرط هو سبب إفلاس كرة القدم بالمغرب، لأنه تحول الى وسيلة لسد الأبواب في أوجه الكفاءات التي يمكنها أن تفيد في تسيير الأندية. وعموما فقد عرفت هذه المائدة المستديرة نقاشا ساخنا هيمن عليه القلق الذي ينتاب الحاضرين، وينتاب كل الجمهور الرياضي بمدينة الإنبعاث، والذي منبعه الوضعية الصعبة التي يوجد عليها حاليا فريق سوس الأول حسنية أكاديرالذي تمنى الجميع أن يخرج من عنق الزجاجة ويتوفق في الحفاظ على موقعه ضمن أندية النخبة.. الأولى طبعا.