كثيرة هي المعاناة التي يشكوها مهنيو وسائقو الطاكسيات من الصنف الثاني بمدينة سطات.وكثيرة هي المبادرات و التحركات التي قاموا بها تجاه المسؤولين سواء الامنيين أو السلطات المحلية الادارية من أجل تفهم مشاكلهم ومعاناتهم داخل القطاع ومن ثم العمل على إيجاد الحلول لها للتخفيف عنهم وعن أسرهم وضمان الاستقرار بالقطاع والمساهمة في تنمية المدينة وإشاعة أجواء إيجابية داخلها ! لكن كل ذلك لم يؤد إلى نتيجة تذكر اللهم المزيد من التذمر والاستياء والقلق في صفوف هذه الشريحة من المواطنين التي ضاقت ذرعا ولم تعد تتحمل وضع المعاناة هذا قيد شعرة. أول معضلة يعاني منها القطاع «ظاهرة النقل السري» أو «الخطافة» التي غزت المدينة شر غزوة، بحيث لا يوجد مكان داخل المدينة يخلو من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق فعلا سائقي الطاكسيات من الصنف الثاني جراء المنافسة غير الشريفة التي تفرضها عليهم ، وما لذلك من تأثيرات سلبية على المدخول اليومي للعاملين بهذا القطاع ، وبالنظرأيضا للتكاثر الذي عرفته العربات التي دخلت الخدمة بقطاع النقل الحضري. تحدٍّ حقيقي فرض على السائقين إذن ، يضاف إليه مشكل آخر يتمثل في أصحاب العربات المجرورة الذين يشكلون إزعاجا لشوارع المدينة ولنظافتها ومستعملي الطريق فيها وللمارة ولاصحاب الطاكسيات ! ينضاف إلى كل ذلك مشكل آخر يشكل مصدر إزعاج للساكنة ككل، ومنهم سائقو الطاكسيات الصغيرة طبعا، وهو المتمثل في الباعة العشوائيين من أصحاب الدواب والعربات والفراشة الذين باتوا يشكلون معضلة كبيرة داخل المدينة لتعدد المشاكل الناتجة عن الوضع الذي فرضوه بقوة الأشياء، بدءا بالعرقلة المفروضة عنوة وضدا على الجميع للسير سواء بالنسبة للمارة أو مستعملي الطريق ،نتيجة احتلال الساحات العامة ومساحات واسعة من الطرقات وما يصاحبها من سلوكيات خشنة ومعربدة تصل حد الاعتداء على المارة والتهجم عليهم لفظيا وأحيانا بالعنف المادي المباشر! ومراكمة الاوساخ والازبال حيثما أرادوا بدون اكثرات أو مبالاة؟! أوجه المعاناة هاته التي يعانيها سائقو الطاكسيات تفاقمت في الاونة الاخيرة بالرغم من محاولاتهم ومساعيهم العديدة من أجل الحد والتقليص منها.والسبب في ذلك عدم استجابة السلطات وعدم اكتراث المنتخبين لهذا الوضع بالمدينة و لتلك المبادرات التي يقوم بها مسؤولون نقابيون داخل القطاع من أجل بسط المشاكل بكل شفافية وبروح تشاركية وتواصلية مفيدة و العمل على إيجاد حلول لها بما فيه مصلحة الجميع ومصلحة المدينة .وفي الاتجاه المعاكس تسجل ممارسات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها سلبية تجاه العاملين داخل القطاع، تتمثل في سيل رخص الثقة التي يتم تسليمها بسخاء وهو ما يطرح اسئلة بهذا الخصوص تتعلق بالمعايير والمقاييس الواجبة في من يستحقها ولمن الاولوية ومن المستهدف منها وسيادة منطق الزبونية والمحسوبية، مما يعمق من مشاكل القطاع ويزيد في تفاقمها . هذا علاوة على الاساليب «الدسائسية»وتأليب البعض ضد البعض الآخر من السائقين وإشاعة أجواء مسمومة غير صحية في وسط هذه الشريحة، كما هو الشأن بالنسبة لبعض التحركات الحثيثة التي تتم على قدم وساق بغاية تأليب الرأي على الامين الحالي للحرفة بغرض استبداله رغم عدم مرور وقت طويل على مهمته ورغم عدم تسجيل ما يستلزم القيام بذلك! فبدلا من مواجهة المشاكل الحقيقية بجرأة وشجاعة من أجل رفع المعاناة عن الناس ودفع الضرر عنهم ، نلفي منطقا معكوسا ومغالطا لدى المسؤولين يتشبث بقشور الامور ومظاهرها ليترك جانبا لب المشاكل ويدير الظهر لجوهرها الحقيقي!