حلت يوم الثلاثاء 17/04/2012 مجموعة «حماية» المنبثقة عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمركز الجهوي الاستشفائي بني ملال في زيارة لجناح الأمراض العقلية والنفسية. وتدخل هذه الزيارة في إطار برنامج وضعته مجموعة الحماية انسجاما مع الصلاحيات الجديدة للمجلس في المادة 11 كمؤسسة وطنية حمائية للقيام بزيارات لمستشفيات الأمراض العقلية والنفسية. وتندرج هذه الزيارات كذلك في سياق وضع خطة وطنية لحماية النزلاء من المرضى، والذين قد يتعرضون لشكل من أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة وأن حرية هؤلاء النوع من المرضى مقيدة، وبالتالي ستقوم المجموعة بإنجاز مجموعة من التقارير ليست ذات طابع رقابي بقدر ما تروم الوقوف على كافة الإشكالات والاختلالات والإكراهات التي تعرفها هذه المستشفيات، وظروف عيش النزلاء بها وذلك في سياق شمولي يشارك فيه كل المعنيين والخبراء لطرح الإشكالات الحقيقية والوقوف عليها بناء على معطيات موضوعية وواقعية، ومحاولة الوصول إلى مقترحات وحلول لتطوير مجال الحماية بالنسبة لهذه الفئة من المرضى. هذا وقد عبرت السيدة جميلة السيوري عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومقررة بمجموعة الحماية، ورصد الانتهاكات المرتبطة بحقوق الإنسان عن قناعتها بضرورة اقتحام هذا المجال في ارتباطه بالحقوق وحماية الحقوق، والتحضير لإنجاز تقرير مفصل وشمولي لإخراج هذه المستشفيات والنزلاء من الأوضاع المزرية التي تعيشها. ومن جهة أخرى فإن جناح الأمراض العقلية والنفسية بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال يعيش حالة يمكن اعتبارها أقرب الى معتقل منه إلى مكان لتقديم العلاجات، حيث يتكدس المرضى بشكل لاإنساني وغير مقبول على الإطلاق. وهي ظروف احتجاز وليس تقديم للعلاجات وبدون أي فضاء أخضر أو ساحة للاستراحة يؤمها المرضى بعد لحظات طويلة وراء أبواب حديدية موصدة بإحكام، ناهيك عن النقص الكبير في الأطر الطبية وشبه الطبية. أما المناخ العام لهذه البناية فبمجرد ولوجها، قد يعتقد المرء أنه باب مرحاض كبير بسبب الروائح المنبعثة منه وغياب مواد التنظيف وبالتالي يزداد الوضع قتامة ،والأحوال الصحية للمريض تزداد استفحالا. إنها حقيقة مرة ينتظر الجميع تجاوزها في أفق إنجاز مشروع مستشفى خاص بالأمراض العقلية والنفسية بجماعة أولاد امبارك على مساحة 5 هكتارات في أفق 2014..