مباشرة بعد انفصاله عن فريق الكوكب المراكشي، استضافت جريدة «الاتحاد الإشتراكي» المدرب عزيز الخياطي، في حوار عبر من خلاله عن ملابسات الانفصال والأجواء العامة، التي طبعت عمله، زيادة على علاقته بالجماهير المراكشية، والظروف العامة التي تجرى فيها مباريات القسم الوطني الثاني. { ماهي أسباب انفصالك عن الكوكب المراكشي؟ للإجابة على سؤالك يجب أولا التطرق لدوافع تلك الأسباب، وهنا تبرز وبقوة حيثيات العقد الذي وقعته مع الكوكب المراكشي، والذي كان يمتد لسنتين بأهداف أهمها إخراج الفريق من المنطقة المكهربة، التي كان يتواجد بها، مع تكوين فريق تنافسي في السنة الأولى، تكون أسسه من أبناء مدرسة الفريق، على أن تكون السنة الثانية للتنافس على الصعود للقسم الأول. لكن وبمجرد تحقيقنا لنتائج جيدة بعناصر شابة كبر طموح الجماهير والمكتب المسير، وهنا برز السبب الرئيسي الذي ساهم وبقوة في انفصالي عن الفريق، وهو الضغط النفسي الكبير، والذي مورس علي وعلى اللاعبين خاصة من لدن فئة جماهيرية، اعتبرها شخصيا دخيلة على الجمهور الحقيقي للكوكب، وهنا بدأ خلط الأوراق، بحيث تعارض الهدف مع الطلب. { كيف ذلك؟ ببساطة، فعندما سطرنا هدف البقاء والخروج من المنطقة المكهربة، اعتمدنا على لاعبين شبان وبعض ممن كانوا بالفريق خلال الموسم الماضي، مع مراعاة الوضعية المزرية التي كانت عليها مالية الفريق، وهذا انعكس جليا على انتداباتنا الشتوية، والتي جلبنا خلالها لاعبين لديهم التنافسية، ونحن نضع في اعتبارنا دائما تكوين فريق ومغادرة المراتب المتأخرة. وعلى العموم يبقى حلم الصعود مشروعا، لكن يجب أن تتوفر له آلياته الخاصة، وأبرزها العامل المادي الذي غاب وللأسف عن المكتب المسير لفريق الكوكب. { بصراحة هل الكوكب المراكشي يملك، تقنيا، مقومات فريق القسم الأول؟ سنكون متناقضين إن أجزمنا بأن الفريق يملك حاليا مقومات فريق القسم الوطني الأول، لأن العمل الذي بدأناه بمعية المكتب المسير يصب نحو تشكيل فريق يجاري ظروف القسم الوطني الثاني هذا الموسم، على أن نجد التركيبة البشرية التي يمكن لها تحقيق الصعود الموسم المقبل، بل والمنافسة في القسم الوطني الأول. { هل أنت نادم على تجربتك رفقة الكوكب المراكشي؟ بالطبع لا، فالتجربة تدخل في إطار عملي، لكن ما يحز في نفسي هو أنني لم أوفق في إهداء الفرحة لجمهور الكوكب، هذا الإسم كان وراء قبولي العمل ضمن القسم الوطني الثاني، بعد تجربة إحدى عشرة سنة في القسم الأول، بل والأكثر من ذلك رفضت عدة عروض مغرية، أبرزها تدريب إحدى الأندية الإماراتية، والرئيس فؤاد الورزازي كان على علم بهاته الأمور، ولكن احتراما لمبادئي المهنية ولجماهير الفريق ومسيريه قررت الاستمرار مع الفريق الأحمر. { عشت تجربة بالقسم الوطني الثاني، ماهو تقييمك لبطولة هذا القسم؟ بالنسبة لي أعتبره قسم المظاليم، كوني عشت فيه بمعية اللاعبين ظروف غريبة عن ميدان كرة القدم بدءا بالتجهيزات، إذ خضنا مبارايات أمام فرق تتوفر ملاعبها على مستودعات مساحتها متري مربع، والخروج لأرضية الملعب يتطلب المرور من وسط جماهير الخصم. أما أرضية الملعب فحدث ولا حرج. { ماهي طبيعة العلاقة التي جمعتك بالجماهير الكوكبية؟ أشكرك على السؤال، ومن منبركم المحترم هذا، أود تقديم باقة ورد وامتنان لجمهور الكوكب المراكشي الحقيقي، الذي ومنذ التحاقي بالفريق أبان عن مودة كبيرة أسست لعلاقة احترام بيني وبينه، وهنا أريد أن أشكر بصفة خاصة إلترا «الكرايزي بويز»، التي كانت تضفي على المدرجات رونقا وجمالية. وأحترم فيها تشبيهي بمدرب ريال مدريد مورينهو، وهذا شرف كبير لي. وفي هذا السياق أعتذر لهم عن عدم توفقي لإهدائهم بطاقة الصعود. { كلمة أخيرة؟ أشكر جميع الفعاليات الموجودة بمدينة مراكش على مساندتها لي، كما أود أن أشكر اللاعبين على عطاءاتهم رغم الضغط النفسي وغياب الحظ. وأريد هنا أن أطلب من الجماهير مساندة فريقها، وأن تمهل المسؤولين لتحضير فريق كبير يليق بسمعة مدينة مراكش، لأن العيب ليس في السقوط، ولكن في تكرار الأخطاء التي أدت إلى ذلك.