الطريقة التي اعتمدها حزب العدالة وبعض من شبابها، في تحويل النقاش حول التلفزيون العمومي الى تظاهرات، تثير القلق من الهدف منها ومن وسائلها. فالنقاش اليوم، يتم في الفضاءات العمومية المعنية وعلى صفحات الجرائد، وداخل المؤسسات المخولة لذلك، بما فيها الحكومة التي يوجد فيها حزب العدالة في الصدارة.، والدعوات الى التظاهر وشيطنة كل رأي مخالف، وتوزيع الجرائد بالمجان للحديث عمن يرفض الأذان واللغة العربية، أسلوب غريب في المغرب اليوم. النقاش اليوم مفتوح ولكل واحد أن يبدي رأيه ، من أي موقع أو خندق يريد ، مع أو ضد الاصلاح ولكن محاولة التسخينات في الشارع والسعي الى التأجيج، تذكرنا بأسلوب كان يمارسه العدالة والتنمية أيام المعارضة، وقد أدى الى تناحرات، لا نريد العودة إليها. واليوم لا يمكن بأي حال استيراد الأسلوب التونسي للتيار الأصولي السلفي أو الأسلوب المصري ، وتعويض المؤسسات «برصيف التحرير». لهذا فالأمر قد يكون بداية لمنزلقات لا حد لها.