الكولونيل ماجور مصطفى زكري انخرط مصطفى زكري سنة 1950 تحت لواء الجامعة الفرنسية للجمباز لاعبا ممارسا ثم مسيرا، ولغاية سنة 1964 عمل كحكم فيدرالي، كاتب عام ورئيس الجمعية البيضاوية، تقلد عدة مناصب بالجامعة نهاية الستينيات لغاية 1971 كأمين مال وكاتب عام، وتقلد مهمة رئيس الوفد المغربي رفقة المنتخب بدورة دور تموند، سنة 1975، وكانت هي أولى سنوات تحمله مسؤولية الجامعة ليومنا هذا. كما تحمل عدة مناصب باللجنة الأولمبية المغربية، إلى أن أصبح نائب رئيس هذه الهيئة. يعتبر من بين الرؤساء الذين قضوا أطول فترة في تحمل المسؤولية في الرياضة الوطنية، وظل بعيدا عن أية معارضة من لدن باقي المتدخلين في رياضة الجمباز، يحتمي بمهنته كعقيد في الجيش المغربي، إلى بداية سنة 2012، عندما انتفض مسيرون ومسؤولون في أندية وطنية يعلنون رفضهم لتحكم الكولونيل في جامعتهم ويصرخون من أجل إجراء التغيير، حيث دفعه ضغطهم إلى تقديم استقالته، التي حاول من خلالها إخماد فتيل الغضب من حوله، ليعود أياما معدودة بعد تقديمه لاستقالته من رئاسة جامعة الجمباز، ليقدم ترشيحه من جديد لمنصب الرئاسة الذي قضى فيه فترة تزيد عن 34 سنة. الكولونيل قام بتقديم ترشيحه للرئاسة للجمع العام الذي تعقده الجامعة يوم 22 أبريل الجاري، مباشرة بعد مغادرته للمصحة الاستشفائية التي ظل نزيلا فيها بعد إصابته بوعكة صحية نتيجة ما تعرض له من ضغط شديد من طرف جهات مسؤولة من أجل تقديم استقالته، بل هناك أخبار تشير إلى كون جهات عليا تدخلت، مباشرة بعد صدور ملف نشرته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول موضوع رياضة الجمباز والخروقات المالية والتسييرية لرئيسها الذي عمر في رئاستها لأزيد من 34 سنة، ودفعته للابتعاد نهائيا ليس عن رياضة الجمباز فحسب، بل عن كل مسؤولياته في المشهد الرياضي الوطني ومنها مسؤوليته في اللجنة الوطنية الأولمبية. وعلاوة على قيامه بترشيح نفسه من جديد لرئاسة الجامعة، قام الكولونيل ماجور بفرض شروط وصفتها أندية الجمباز بالتعجيزية فيما يخص الترشح للمنصب نفسه، كما فرض شروطا اعتبرها متدخلون في هذه الرياضة بغير القانونية. فهل هو تحدي جديد لرئيس يعتبر أكبر معمر خالد في تحمل المسؤولية في الرياضة ليس في المغرب فحسب، بل في العالم كذلك. محمد الكرتيلي: الظاهرة الكرتيلية.. هو نموذج حي لمسيرين عاشوا عقودا يقبضون بالنواجذ على زمام المسؤولية في الأندية والعصب والجامعات الرياضية، وعندما حل زمن التغيير، أو على الأقل في زمن محاولة إحداث التغيير، يأبى هؤلاء، ومن ضمنهم محمد الكرتيلي، والأمر يتعلق به في هذا البورتريه، ويرفضون فسح المجال للتداول السليم والمنطقي في دائرة التسيير. فقد تتبعنا خلال الفترة الأخيرة، كيف تحول الكرتيلي لصخرة دفاع متينة وقوية مع أنه أعلن أياما قليلة قبل بداية الحكاية أن وضعه الصحي فرض عليه الانسحاب والسفر لفرنسا للخضوع للعلاج وإجراء عملية جراحية، قاوم بشدة متسلحا بكل دهائه وبكل أساليبه في المراوغة والتحايل لتجاوز كل القوانين، تحدى الجميع في الخميسات ولم يسلم من لسانه الجمهور أو اللاعبين وحتى السلطات وفي مقدمتهم عامل الإقليم وخليفته الباشا. الكرتيلي عندما أدرك أن أيامه في التسيير بدأت تزول، وعهد حكمه للفريق الزموري وصل لمحطته الأخيرة، أصبح كالثور الهائج الذي ينطلق في نطح الحيطان والأسوار وكل ما يصادفه في طريقه دون أن يحسب لذلك حساب.. محمد الكرتيلي يبلغ من العمر حوالي 60 سنة...دكالي الأصل،ولكن مولده ونشأته كانتا بالخميسات. أمضى سنوات طفولته وصباه في دار الأطفال بمدينة الخميسات. ومنذ سنواته الأولى في مرحلة الشباب، عرف عنه تطلعه غير المحدود للبروز ولاحتلال مكانة اجتماعية بارزة، فكان أول ظهور له مع بداية السبعينيات، وذلك أثناء الحملة الانتخابية التشريعية مع الوزير السابق محمد حدو الشيكر الذي سيصبح ولي نعمته وحاميه وراعيه. هو نفسه محمد حدو الشيكر الذي سيفسح له المجال لتسلق الدرجات وهو يقحمه في حزب الأحرار. وتمر السنوات، ظل خلالها الكرتيلي متشبتا بالوصول إلى صنع اسم له في الساحة المحلية بالخميسات، وفي المجتمع المغربي كذلك، وستكون البداية الحقيقية للوصول لذلك هي عندما أسندت له مهمة مدير ديوان وزير النقل محمد بوعمود، لتنطلق حكاياته و(إبداعاته) في التوظيفات وفي رخص النقل داخل المغرب وخارجه.. - في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، بدأ يدرك (فوائد) الرياضة كوسيلة وقنطرة للعبور نحو تحقيق طموحاته، بدأ إذن يهتم بفريق الاتحاد الزموري للخميسات..انضم لصفوفه كمستشار في المكتب المسير...ثم رئيسا لفترة قصيرة ليتم إبعاده إلى أن عاد بقوة، بل ولينتخب رئيسا لعصبة الغرب لكرة القدم. و في الجمع العام العادي صيف سنة 1995، نصبه اللاعبون على رأس الفريق، وظل رئيسا الى حد الآن، أي الى حدود سنة 2012 ( لمدة 17 سنة) الى أن انقلب عليه اللاعبون..