وحده الكولونيل ماجور مصطفى زكري، من بين رؤساء جامعاتنا الرياضية، فيما أعتقد، من يتقن ويستوعب بشكل جيد مبادئ ومضامين الرياضة التي يشرف على جامعتها.. هي رياضة الطرابيز في لغتنا، الجمباز الرياضة التي استفقنا وفتحنا أعيننا ذات زمن، لنكتشفها ونحن نحملق في تلك الأرجل والأذرع الناعمة لأبطال من المشرق والغرب يتراقصون بأذهاننا عبر شاشة التلفزة في بعض المناسبات الأولمبية.. تعلقنا بتلك الرياضة، وزاد تعلقنا بها ونحن نتابع كيف نبتت زهرة مغربية في حديقة كنا نظنها قاحلة تحمل من الأسماء اليوسفية، بلدة صغيرة تعيش على الهامش لتنجب لنا بطلة اسمها نعيمة الغواتي.. قلت إنه الوحيد الذي أتقن رياضة جامعته، وأضحى خبيرا بفنونها وحركاتها، إنه الكولونيل الذي يجيد لغة الطرابيز والتنقاز والخفة والرشاقة، من يستطيع إيقافه والتصدي لخفته.. الرجل أمسك بمفاتيح جامعة الجمباز منذ زمن طويل قارب هذه السنة الأربعين موسما متتاليا دون انقطاع ودون أن ينال منه ثقل الملفات الكثيرة التي تحب لبها جامعته.. الكولونيل تقاعد من مؤسسة العسكر، لكنه ما يزال يرفض أي حديث عن تقاعده من مؤسسة الرياضة.. رئيسا لجامعة الجمباز، وعضوا في اللجنة الوطنية الأولمبية، ولا من يقول كفى، ولا من يجرؤ على مواجهته، وكأن المشهد يتعلق بعسكري يسهر ببندقيته أو رشاشه، والجميع يتحاشى غضبه وبطشه.. تغيرت القوانين، احتضنا دستورا جديدا، تليت رسالة ملكية خلال مناظرة الرياضة بالصخيرات، واضحة وشاملة، رحل مسيرون، ودفع آخرون للرحيل.. ربيع عربي في كل مكان.. وأصوات تطالب بحق الشباب والمرأة والحق في التناوب.. وحده الكولونيل ماجور خارج الأحداث.. لا نقاش ولا حديث عن تناوب في رئاسة جامعته.. لا مكان لديه سوى للمعمرين أمثال مستشاره وصديقه الرجل القوي في الجامعة الذي يعمر في الجمباز المغربي بأربعين سنة.. أي بأربع سنوات زائدة عن عمر الكولونيل في الجامعة.. نعلم أن منظومتنا الرياضية حاضنة لجامعات سيادية.. كما نتحدث دائما عن قوة وجبروت جامعة كرة القدم، ألعاب القوى، التنس .. لكن جامعة الكولونيل ماجور كانت في واقع الأمر، الأقوى جبروتا وحصانة.. هل سنحتاج لقرار الأممالمتحدة لاقتحام نبنى جامعة الكولونيل؟ الكولونيل ماجور لا ينفي مطلقا هذه التراجع المقلق الذي يشهد الجمباز المغربي، ويعترف أن هناك اختلالات كثيرة تحد من تطوره، هو طبعا وجامعته غير مسؤولين عن ذلك، فالمال متوفر والدليل كما جاء على لسانه في الحوار المرافق لهذه الملف، هو أن جامعته الوحيدة من بين الجامعات الرياضية التي تحتفظ بفائض محترم كل سنة.. المشكل يقول الكولونيل يكمن في غياب القاعات، في تقلص عدد الراغبين في ممارسة الجمباز، في التشويش الذي يفتعله الأخرون.. وفي وفي وفي.. ويقترح الكولونيل الحل السحري: لخلق بطل مغربي في رياضة الجمباز، لابد من الذهاب إلى آسيا أو أوربا لتلقي التكوين.. وباز