يمكن اعتبار عبدالله أبو القاسم من الرؤساء الذين عمروا طويلا في مجال التسيير الرياضي، حيث ترجع بداية ولوجه عالم التسيير إلى عقد السبعينات من القرن الماضي. وهو حاليا، بالإضافة الى ترأسه للحسنية، برسم الولاية الأولى كرئيس طبعا، يشغل كذلك موقع رئيس لعصبة سوس لكرة القدم خلفا للمرحوم الحاج الحسين الراديف. وللإقتراب أكثر من هذه التجربة التسييرية كان لنا هذا الحديث القصير مع السيد أبوالقاسم: «بدأت مسيرتي كمسير بمدينة الدارالبيضاء، حيث مارست التسيير داخل جمعية رجال التعليم، وذلك خلال بداية السبعينيات من القرن الماضي. والتحقت بأكادير سنة 1973، وشغلت موقع نائب للرئيس بفريق جمعية رجال التعليم بأكادير. وفي سنة 1976 أصبحت ضمن المكتب المسير لجمعية نجاح سوس. أما بدايتي التسييرية بحسنية أكادير فكانت سنة 1984، حيث بدأت بالإشتغال ضمن اللجان الوظيفية للنادي.. وعندما آلت رئاسة النادي للمرحوم ابراهيم الراضي أصبحت ضمن تشكيلة المكتب المسير كرئيس منتدب، وذلك سنة 1990 . «غبت عن تسيير الفريق من سنة 1994 الى سنة 1996 لأعود مجددا كرئيس منتدب، وذلك في عهد رئاسة لحسن بيجديكن. وكان نادي الحسنية، حينذاك، يمر بفترة فراغ تسييري، وذلك في فترة لم يعد يفصلنا فيها عن بداية انطلاق منافسات البطولة إلا خمسة أيام. فقمنا بتجميع اللاعبين لنعيدهم الى الممارسة. وكان ضمن المكتب المسير حينذاك كل من جاك أوحيون، والحاج لحسن الكاموس، والمرحوم مزوز، والحسين أومحا وآخرون. وقمنا، كما أشرت بتجميع اللاعبين، وشرعنا في البحث عن موارد مالية لتسديد متأخرات اللاعبين، والتي كانت تقدر بحوالي 320 ألف درهم. «واستمرت مسيرتنا التسييرية حتى الآن، حيث تناوب على رئاسة الفريق بعد لحسن بيجديكن، عبدالسلام بلقشور، وجئت بعده مباشرة، أي بعد سنة واحدة، خلال الموسم 2009 - 2010، وذلك كرئيس. أما الفترة السابقة فقد كنت أشغل فيها باستمرار موقع رئيس منتدب.» يبدو إذن من هذه المعطيات أن الرئيس أبو القاسم يبقى من المسيرين المعمرين، أي من الفعاليات التي أصبح التسيير يشكل وظيفتها الأساسية والمهيمنة. وطبعا هذا في ظل واقع مليء بالمشاكل والإكراهات، التي تفيض بها تصريحات وخطب المسيرين أنفسهم، وضمنهم أبو القاسم طبعا. فلماذا التمسك، والتمسك طويلا، بمسؤولية متاعبها وإكراهاتها أكثر من إيجابياتها؟ يجيب أبوالقاسم: «أنا الآن أسير برسم ولايتي الأولى كرئيس، والتي وصلت حاليا سنتها الثالثة. وقد عبرت خلال الجمع العام الأخير عن رغبتي في الإنسحاب، حيث طلبت من الجمع العام البحث عن رئيس جديد يأخذ المشعل. وخلال بداية الموسم الحالي، طرحت مسألة الجمع الإسثتنائي لهذا الغرض، وكنت من المدافعين عنها. ولم تتم هذه المسألة، لأنه لا أحد تحمل المسؤولية. فقد كانت هناك ترددات، والخوف من النتائج والترتيب الذي يوجد فيه الفريق. وبالنسبة لي حاليا، وبحكم هذه الوضعية، لا يمكنني التخلي عن الفريق إلا في حالة واحدة، وهي الحالة التي يتوفر فيها شخص قادر على تحمل المسؤولية ويريده المنخرطون». ولأن الفريق يمر حاليا من وضعية غاية في التعقيد والصعوبة، ويحتل في سلم البطولة موقعا يدخله في زمرة الفرق المهددة بالنزول الى القسم الوطني الثاني، يبقى الهدف الأوحد هو إنقاذ الفريق بجعله يحافظ على موقعه ضمن أندية النخبة، وترك المشاكل المعلقة حتى محطة الجمع العام القادم الذي لا نعرف من أي موقع سيواجهه نادي الحسنية. يقول أبوالقاسم: «الجمع العام القادم عليه أن يبحث عن رئيس جديد بإمكانه، كما قلت، حمل المشعل، وبإمكانه كذلك تقديم إضافة لفريق يبقى هو قاطرة كرة القدم السوسية. وهذا الرئيس الجديد سيجد فريقا بدون ديون، وقابلا لأن يتم استكمال تأهيله احترافيا وجعله فريقا تفتخر به المدينة والمنطقة».