خلال الاسابيع القليلة الاخيرة ، ساد ترقب كبير اوساط الرأي العام الرياضي السوسي ، والمتتبع لحسنية اكادير بشكل خاص، منذ الندوة الصحفية التي عقدتها مكونات من المكتب في جمعة سابقة، والتي حددت 22 نونبر الماضي كموعد لجمع عام استثنائي، خاصة بعد الاحتجاج القوي لمجموعة من المنخرطين على النتائج والانتدابات وطريقة التعاقد مع مدرب اتضح منذ البداية انه لن يستطيع مسايرة البطولة الوطنية بحكم نوعية اختياراته سواء على مستوى النهج التاكتيكي او الزج بخيرة لاعبي الفريق على دكة الاحتياط، اضافة الى عامل استياء الانصار ومقاطعتهم لمدرجات الانبعاث .. ولكي نقرأ الحدث بصورة متكاملة ، نستحضر التصريحات التالية : 1/ السيد عبد الله ابو القاسم بعد انتخابه رئيسا لعصبة سوس لكرة القدم ،وفي حوار اذاعي مباشر مع الزميل المهدي براهيم على اثير راديو بلوس البيضاء، بأن امر تخليه عن الرئاسة " كلام سابق لأوانه " ، وهذا مايفهم منه ان الرئيس ولو في حال تغييره فسيبقى ضمن تشكيلة المكتب المسير ( طبعا لا احد قد يرى مانعا، فالاختلاف لايعني المحو والاقصاء رياضيا ) . 2/ السيد ميلود سيطاش ، احد اعضاء المكتب ، كان سخيا في التصريح ، وبشكل واضح ، حين أكد في برنامج رياضي مباشر بالاذاعة المركزية مصلحة تمازيغت ( اعداد مصطفى ايت عبد الرحمن والزميل عبد الواحد رشيد ) مساء الاثنين 02 يناير 2012 بأن الجمع العام الاستثنائي لم يلغ كما ذهبت الى ذلك تأويلات كثيرة، وبأن تأجيله كان فقط من اجل توفير الاجواء الكافية لاشتغال المدرب الجديد مديح ، ملمحا الى امكانية تولي لحسن بيجديكن مسؤولية الرئاسة ولو بشكل ظرفي مؤقت .. 3/ الاستاذ احمد ايت علا ،وفي برنامج رياضي مسائي بإذاعة ام اف ام سوس ، لم يركز على الجمع العام الاستثنائي سواء فيما يتعلق بتاريخه المحتمل أو بتغييرات ممكنة، وكان شعاره " دعوا المكتب يشتغل وفي نهاية الموسم حاسبوه " ، وهو كلام منطقي وديبلوماسي في نفس الوقت .. امامنا ثلاث تصريحات اذن ، أقواها تصريح ميلود سيطاش ، لكونه جاء عفويا ، وافتقد دهاء تجربة الآخرين ، وعدم اندفاعهما ،وطبعا نعتقد ان النية قد تسير نحو عقد الجمع العام الاستثنائي قريبا، بحكم ان الرئيس الحالي ستزداد مسؤولياته بعد انتخابه رئيسا للعصبة، في افق احتمال انتخابه في منصب جامعي يبدو غير مستبعد ، دون تجاهل امر أساسي لابد من التسطير عليه احتراما للموضوعية ، وابتعادا عن النرجسية : التفكير في طريقة حضارية لتجديد الدماء، دون التنكر لسنوات كثيرة قضاها ابو القاسم فعلا رفقة الحسنية، ومن حقه أن يتنازل بشموخه وعزة نفس عن الرئاسة، وليس من حق احد التشفي كما يحاول البعض ذلك في حق مسيرين لأندية وطنية ، فالذي يعتبر ثابتا هو وجود اخطاء في التسيير، والتغيير ماهو في العمق سوى محاولة لاصلاح تلك الاخطاء. وإذا ما كان الحديث عن عودة مرتقبة للحسن بيجديكن كرئيس ، وإن بقي التكهن محط تأويل غير خاضع للوثوقية المطلقة، فإن مرحلة بيجديكن التي نعتها سيطاش بكونها ستكون مؤقتة، ستطرح تخوفات رهيبة مسبقا، في حال غياب الرهان على طاقات شابة، نعتقد بكل اطمئنان ان بيت حسنية اكادير ( بما في ذلك حملة لافتة الاحتجاج من المنخرطين) يحبل بأسماء قادرة على خلق مكتب منسجم ، يجتمع بشكل منتظم، ويتواصل بطرق فعالة ، وهي الامنية التي نناضل من اجلها جميعا، في سبيل رقي وإقلاع حقيقي بكرة القدم السوسية ، والرجة التي عانت منها الحسنية يبدو أنها من المطلوب ان تهز أركان اندية سوسية كثيرة نسجت العناكب نسيجها على مكاتب لم تتغير ولم تتجدد إلا في حالات قليلة، ومأمنها الوحيد من اهتمام الرأي العام الرياضي المحلي هو انصراف الكل نحو متاعب الحسنية وحدها، وبالتالي لو تفضل المهتمون وفتحوا "كنانيش" اندية سوسية كثيرة ، فسيفاجأون بالصورة مضببة..وذاك حديث آخر..قد نرمي بحجارة في مياهه الراكدة في مناسبات قادمة ان شاء الله .. بقلم : محمد بلوش