قليلة هي الأندية التي تعنى بذاكرتها الرياضية، حيث تتوفر على أرشيف يرجع الى لحظة التأسيس، ويحتوي على سبيل الذكر لا الحصر، على الكؤوس والميداليات التي نالها الفريق، وعلى نسخ التقارير الأدبية والمالية التي ترجع لأول جمع عام عقده النادي منذ تأسيسه، والشهادات التقديرية التي منحت تثمينا لعطاء الفريق وتميزه، وكل الأشياء التي يمكنها أن تمثل شاهدا حيا يجسد تاريخ النادي ويكشف مختلف مراحل تطوره، ولحظات تألقه. وبالنسبة لمنطقة سوس، ربما يكون نادي جمعية نجاح سوس، الذي تأسس سنة 1974، من الفرق القليلة التي دأبت على الحفاظ على العديد من مقومات ذاكرتها، والتي يحتضنها مقر الجمعية. ويرجع الفضل في هذا الاعتناء بأرشيف وتراث الفريق الى المرحوم الحاج الحسين الراديف، الذي لم تكن تخفى عليه، رحمه الله، أهمية أرشفة وثائق الفريق، وتجميع كل المؤشرات والعلامات التي تشكل محطات في تطور الفريق، والتي من شأن الحفاظ عليها أن يشكل صلة وصل وتلاحم بين مختلف أجيال المنتمين اليه. لكن ماذا عن فريق سوس الأول، حسنية أكادير، الذي يعتبر، بدون منازع، أعرق فريق بالمنطقة؟ فتأسيس هذا النادي يرجع الى سنة 1946، فيما التأسيس الرسمي يعود الى سنة 1956. لكن يبدو أن هم تجميع ذاكرة هذا النادي مازال بعيدا عن أن يشكل أولوية بالنسبة لمختلف المكاتب التي تعاقبت على تسييره. ويبقى الحاج لحسن الكاموس، الرئيس الحالي لجمعية قدماء لاعبي الحسنية، والكاتب العام السابق للفريق خلال 12 موسما، وكمسير لما يزيد على العقدين، من القلائل الذين يحملون هم استعادة ذاكرة الحسنية، التي يقول عنها: «الأكيد أن هناك أرشيفا ووثائق، وكذا كؤوس وميداليات وأشياء أخرى تؤرخ لذاكرة الحسنية وتجسدها، لكن بحكم أن المكاتب المسيرة تتغير، فإن كل جيل من المسيرين يأخذ معه الوثائق والشواهد والكؤوس وكل الأشياء الخاصة بالمرحلة التي سير خلالها. وأنا شخصيا أتوفر على تقريرين، مالي وأدبي، مكتوبين بالفرنسية، ويرجعان الى الموسم الرياضي 1957 - 1958، وكان حينذاك رئيس الفريق هو الحاج الحسين أشنكلي، والذي كانت تسير معه العديد من الأسماء، منها نائبه المرحوم الحسين بيجوان، وهو من مؤسسي الحسنية، ووافته المنية خلال زلزال 29 فبراير 1960.» إن أرشيف الحسنية «مشتت عند الأعضاء السابقين للفريق منذ 1956، ولا بد أن تكون هناك جهة تقوم بجمع هذا الأرشيف. وقد فكرت بأن أقوم بهذا العمل، لكن بأية صفة سأقوم بها؟ فأنا حاليا أعمل على جمع جوانب من ذاكرة الفريق، كصور الرؤساء السابقين، والتي أتوفر على البعض منها. كما أجريت اتصالات مع الحاج أشنكلي والذي بارك الفكرة. وقمت بالاتصال بعائلة المرحوم الحسين بيجوان للحصول على صوره، وهو الذي ، كما قلت، إلى جانب المرحومين عباس وأحمد القباج، والإخوان الحسين ومبارك الشتوكي لعنايت، من مؤسسي الحسنية. مع الإشارة الى أنني قمت مرتين بتسليم ما لدي من كؤوس ووثائق، وذلك بمحضر، مرة للرئيس عبدالله ابو القاسم، ومرة للرئيس السابق بلقشور. وفريق الحسنية يتوفر، بمقره الحالي، على صور ووثائق وكؤوس، وكذا على كل ما حصل عليه الفريق منذ سنة 2000. كما أن هناك بين الصور المتوفرة صور قديمة ترجع لنهاية كأس العرش التي لعبها الفريق، سنة 1963، أمام الكوكب المراكشي. لكن تبقى هناك صور وشواهد نادرة وقديمة هناك ضرورة للبحث عنها وجمعها، لأنها تتعلق بتاريخ الحسنية، الذي هو ملك لمدينة أكادير ولمنطقة سوس ككل، ولا بد أن يكون هناك تضافر وتعاون بين كل أجيال المسيرين واللاعبين، وكل الغيورين على الحسنية، لجمع واستعادة ذاكرتها، التي تمثل الذاكرة الرياضية لكل السوسيين.»