يبلغ من العمر حاليا أزيد من 72 سنة.. يتنفس هواء الكرة الحديدية، ولايرى نفسه بعيدا عن رياضة تعلق بها شابا، قاسمها ذكرياته وأحلامه وهو يتجاوز سن الشباب، وارتبط وجدانه بها كممارس وكلاعب، كما ارتبطت شخصيته بها وتأثرت بمحيطها وقيمها. إنه الحاج العربي روشدي، لاعب كرة القدم السابق في صفوف نهضة الكارة، ذلك الفريق الذي لايمل الحاج روشدي من الحديث عنه وعن ذكرياته وهو يحمل قميصه، كما لايتعب وهو ينبش في ذاكرة ذلك الفريق ويسرد بعض أسماء لاعبيه في حقبة ما قبل الاستقلال، يقول في هذا الصدد: « لعبت قلب هجوم هداف في فريق نهضة الكارة، تلك البلدة التي ولدت في أحضانها، وأعتز أنني لعبت وبجواري كان المرحوم الفنان الرياضي صديقي حسن الصقلي، أخوه مولاي عبدالله الصقلي، ولد نجمة ولاعبون آخرون منهم من واصل اللعب في الكارة إلى اعتزاله، ومنهم من انتقل لفرق آخرى ...ومنهم من وافته المنية رحمة الله عليهم.. بعد سنة 1956، وبعد حصول المغرب على استقلاله، ولجت سلك الأمن، وتم تعييني بمدينة مراكش. هناك في عاصمة النخيل، ساهمت رفقة بعض الزملاء في تأسيس فريق اتحاد الشرطة لكرة القدم.. وفي إحدى المباريات، اقترح علي الصفريوي المسؤول الأمني حينذاك، الالتحاق بالدرالبيضاء والانضمام لفريقها المحلي اتحاد الشرطة. تم ذلك بالفعل، لكن فترة قصيرة بعد ذلك، وجدت نفسي مشدوها لعالم الكرة الحديدية من خلال زياراتي لحديقة الجامعة العربية ولبعض الساحات، حيث كانت تنظم منافساتها. وفي سنة 1964 ساهمت رفقة عبداللطيف المسفيوي وبعض الأصدقاء، في تأسيس نادي للكرة الحديدية بالدارالبيضاء.. كانت تلك المحطة بداية لمساري كلاعب وكمسير لهذه اللعبة. وفي سنة 1990، قمت بخلق وتأسيس نادي شباب الحي الحسني للكرة الحديدية، وهو النادي الذي ما أزال أترأس مكتبه المسير، وقد نجحنا في الرفع من مستواه وتحقيق العديد من الألقاب.. أشغل حاليا منصب نائب رئيس عصبة الشاوية ومستشار لرئيس الجامعة.. أواصل ممارستي للعبة كلاعب، ولن أفترق عنها أبدا..»