المجموع 17، هو الرقم القياسي الجديد لتغييرات المدربين ل 20 نادياً في الدوري الإيطالي، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ إيطاليا أبداً، وهو ما يدل على أن الأندية لا تتعلم من أخطائها وأخطاء غيرها. على سبيل المثال، جوهان ستروس، هيكتور بيرليوز، فريدريك شوبين، موريس رافيل، وغيرهم من الأسماء التي مرت على تدريب الأندية الإيطالية. يعتلي قائمة ملوك التغيير رئيس باليرمو ماورو زامباريني، حيث أنه الرئيس لا يعترف بالعاطفة في تعامله، وهو مثال للقسوة في التعيين والتغيير. تحطيم الرقم القياسي تحطم الرقم القياسي لتغيير المدربين في الأندية الإيطالية لموسم واحد ليصل إلى 17 تغييراً حتى الآن، في حين أن عشرة أندية فقط ما زالت تعتمد على نفس المدرب منذ بداية الموسم حتى الآن. يأتي كالياري في المركز الأول لتغيير مدربيه حيث أنه اعتمد على 21 مدرباً في 21 موسماً في الدوري الإيطالي، حيث أن الفريق أجرى 4 تغييرات هذا الموسم. استلم دونادوني الفريق منذ بداية الموسم، قبل أن يتم إقالته وتعيين فيكادينتي، الذي أبلى بلاء حسناً حيث تم تغييره في بداية نوفمبر، ليحل مكانه بالارديني الذي فشل في تصحيح مسار الفريق، قبل أن يتم استدعاء فيكادينتي مجدداً في مارس. و تأتي على قائمة لأندية الأكثر ا تغييرا انتر ميلان، وتشيزينا، وجنوى، وباليرمو، ونوفارا، حيث أجرى كل فريق تغييرين في الموسم، حيث اعتمد فريقين منهم (جنوى ونوفارا) إلى إقالة المدرب الأول، ثم استدعاءه مجدداً بعد إقالة المدرب الجديد. حيث يعتمد العديد من رؤساء الأندية في الحفاظ على المدرب المقال تحت مظلتهم، ليكون المدرب الاحتياطي في حال فشل الجديد، وهو ما فعله رئيس باليرمو مع فرانسيسكو غويدولين، حيث أنه أعاده في نهاية الأمر لاستلام الإدارة الفنية للفريق. وبعيداً عن الدرجة الأولى، حيث أن دوري الدرجة الثانية الإيطالية أجرى 23 تغييراً هذا الموسم، ولو أردنا جمع الدرجتين معاً، لأصبح لدينا 40 تغييراً للمدربين خلال سبعة أشهر. الحقيقة في إيطاليا أن الأندية الإيطالية هي في النهاية ملك شخص واحد، أو عائلة واحدة، وفي العديد من المناسبات، يكون النادي عبارة عن لعبة في يد المالك. حيث يعتبر ملكية النادي عن ، إما رغبة من المالك في دخول عالم كرة القدم من الطريق الأقصر إليه، أو أنه يرغب في أن يكون رئيساً ومالكاً في آن معاً، وهو ما يدفعه لشراء ناد في إيطاليا. ولا يخفى أن رئيس النادي لا يعترف بما يسمى بالنفس الطويل، أو الفرصة الكاملة، حيث أن مدربين أمثال كلاوديو رانييري، أو بالارديني، أو حتى روسي، هو أسماء شهيرة على المستوى التدريبي. وما يثير السخرية في إيطاليا، هو الإشارة إلى تغيير الأمور في "الكالتشيو"، حيث أن وصول مالك أميركي لشراء نادي روما، ورؤية المدرب يتجادل يومياً مع الإعلام، وتعرض أليغري للهتافات المعادية في أول فتراته قبل أن يحقق اللقب مع ميلان، إلى جانب استقالة المدرب ريا مرتين قبل أن يقنعه مالك النادي بالعدول عن رأيه. وفي النهاية، الأمر مقلق بالنسبة للأندية الكبيرة، لكنه طبيعي عند باقي الأندية في إيطاليا، كما أنه لا توجد أي علامات على حدوث تغيير في تصرفات ملاك الأندية.