يبدو أن السيد الخلفي بدأ يكشر عن أنيابه وبدأ في تنفيذ البرنامج الخفي لحزبه و الكشف عن مواقفه التي لم يكن بإمكانه التعبير عنها خلال الحملة الانتخابية. فخلال زيارة قام بها السيد الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأسبوع الماضي أدلى الوزير الشاب (والشباب في القلب) بتصريح لجريدة «تايم» الأمريكية اعتبر من خلاله أن تحديث الدولة يمكن أن يتم دون التفريط في الثوابت الدينية. تصريح كهذا يعتبر عادياً، لكنه يصبح غريباً عندما يضرب السيد الوزير الأمثلة بالحزب الجمهوري الأمريكي ويطلب الاقتداء به، فبالنسبة للسيد الخلفي يمكنك أن تتعلم الكثير من الجمهوريين حول كيفية تطوير الأفكار السياسية التي تعكس القيم الخاصة بك», ويستشهد الخلفي بمبادرات الرئيس جورج بوش القائمة على الإيمان مثل تشجيع الزواج الصحي والأبوة المسؤولة. عندما قرأت الخبر ذهلت لأول وهلة، لكن بعد تحققي منه على الصفحة الرسمية للجريدة الأمريكية أدركت أن الأمر لا يتعلق بكذبة ابريل وإنما الأمر يتعلق فعلاً بتصريح لوزير مغربي في حكومة إسلامية لا يجد حرجاً في اتخاذ مجرم حرب كجورج بوش قدوةً له والتباهي بقيم الحزب الجمهوري الذي سبب المآسي التي يعيشها المسلمون إلى يومنا هذا في العراق وأفغانستان. عن أي قيم تتحدث سيدي الوزير؟ تتحدث عن الأجرام والاغتصاب وسجن أبو غريب وتدنيس المصحف ومعتقلات غوانتانامو وغيرها ؟ أم تتحدث عن القيم التي جعلت المسلمين هدفاً أين ما كانوا وأين ما حلوا وارتحلوا وجعلتهم إرهابيين مطاردين في جميع الدول ؟ أم تتحدث عن القيم التي صنعت تنظيم القاعدة وجعلته حلقة في حنجرة الاتحاد السوفياتي قبل أن تستخدمه كذريعة لشن الحروب على المدنيين الأبرياء؟ أم تتحدث عن القيم التي جعلت جورج بوش يكذب على الكرة الأرضية ويهجم على العراق تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي لم تظهر إلى يومنا هذا؟ أظن بأن قيم النازية وثوابت هتلر الدينية هي كذلك من جعلته يرتكب المجازر ضد اليهود، وهي نفس القيم التي جعلته يغزوا العالم ويقتل ملايين البشر. فليشرح لنا السيد الوزير الشاب (والشباب في القلب) ما الفرق بين هتلر الأربعينات و بوش التسعينات وبوش الألفية الثالثة. أم أن السيد الوزير يخطط للهيمنة على الشعب المغربي ومصادرة حقوقه باسم الثوابت الدينية والقيم؟ وهل يظن السيد الخلفي أنه بتصريحاته تلك يبعث بالطمأنينة في قلوب المواطنين وهو الذي بدأ في فرض إجراءات في القطب الإعلامي لم يتضمنها لا برنامج حزبه الانتخابي ولا البرنامج الحكومي ؟ نعم، سقط القناع بعد مرور أقل من مائة يوم على تنصيب الحكومة المحافظة الجديدة وستسقط المزيد من الأقنعة في القريب العاجل. لكن هذا زمانكم وهذه حكومتكم فافعلوا فينا ما شئتم.