شرعت مصالح الأمن بجهة الدارالبيضاء الكبرى، من مفوضات للشرطة ومراكز الامن الاقليمي ، مؤخرا، في تشديد المراقبة أمام المدارس والإعداديات والثانويات والجامعات، خاصة المتواجدة بالنقط السوداء عبر تراب نفوذها، وذلك بإيفاد دوريات للمراقبة، خصوصا عند أوقات الذروة، التي يستغلها بعض المتربصين والمشتبه فيهم بترويج المخدرات وأقراص الهلوسة (القرقوبي) والصلبة منها (الكوكايين) وكذا القيام بأعمال السرقة والتحرش الجنسي. وتندرج هذه الإجراءات، التي وصفتها بعض المصادر بالصارمة، في سياق «التصدي لاستغلال الشبكات الاجرامية للفضاءات التربوية، مما جعل مصالح الامن ترفع درجة المراقبة الى «فئة القصوى»، مع العمل على تتبع أية إخبارية تتعلق بأية شبكة تنشط قرب المؤسسات التربوية». ويأتي هذا الإجراء الوقائي الذي استحسنته مجموعة من جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية لينضاف الى التحقيقات التي باشرتها مجموعة من مصالح الفرق الامنية وكذلك الدرك الملكي، مع مجموعة من المروجين الذين تم توقيفهم ، حيث أفادت اعترافات بعضهم بأن أغلبية نشاطاتهم الاجرامية في ترويج سمومهم تتجه نحو التلاميذ، وذلك بتوزيع حبوب القرقوبي والمخدرات والصلبة منها، وكذا تجنيدهم لبعض التلاميذ والتلميذات الذين سقطوا في مخالب الادمان، والذين تقدم لهم المخدرات بالمجان مقابل ترويج هذه السموم داخل فضاءات المؤسسات التعليمية! وتعود أسباب تشديد مراقبة المؤسسات التعليمية الى التعليمات التي وصفت ب«الصارمة» من طرف الادارة العامة للأمن الوطني، الى جميع رؤساء الأمن الاقليمي والمركزي على صعيد ولاية الامن بالبيضاء، من أجل وضع حد للاعتداءات بمحيط وداخل المؤسسات التعليمية التي لا تقتصر على التلاميذ والتلميذات، بل طالت أيضا أطرا تربوية وأساتذة داخل فضاء المؤسسات التعليمية بواسطة أسلحة بيضاء. ويأتي هذا الإجراء، كذلك، إثر تعدد الشكايات من طرف بعض جمعيات آباء وأمهات التلاميذ وكذا تطرق وسائل الاعلام الى هذه الآفة الخطيرة التي اصبحت تهدد حياة ومستقبل رجالات الغد، مما أدى الى تحريك مصالح الأمن عبر نفوذ ترابها «من أجل وقف النزيف»، كما أشارت بعض الشكايات إلى خطورة فتح قاعات الألعاب بجوار المؤسسات التعليمية من أجل التغطية على النشاط الإجرامي لبعض الشبكات. وفي السياق ذاته، عُقد، مؤخرا، اجتماع موسع ضم مسؤولين أمنيين بالبيضاء ، أثير خلاله نشاط عدد من شبكات التسول وكذا بعض المظاهر التي تسيء الى المدينة وتؤدي في عدد من الاحيان الى فوضى في حركة السير ، وتجعل المواطن البيضاوي يتساءل عن غياب الأمن، خاصة في ظل معاينة أشخاص يمتهنون التسول بالملتقيات الطرقية، إضافة إلى أشخاص (من الجنسين) يلجؤون الى استخدام الاطفال وكذا اصحاب العاهات في عملية التسول... الاجتماع السالف ذكره ناقش ،أيضا، بعض الاسباب التي أدت الى كثرة المتسولين، والذين يتحول بعضهم، في غفلة من الجميع، الى سارق محترف، وكذا عدم تطبيق القانون في هذا المجال ، كما تم الاستماع الى تقارير حول ضعف الموارد البشرية والمالية لبعض الخيريات التي تضطر الى «تسريح» المتسولين!