انبرت الزميلة "بيان اليوم" للرد على ما اعتبرته »حربا متوهمة« من طرف »القيدومة«" العلم"، وذلك على خلفية الحرب الدائرة بين وزير الصحة الحسين الوردي ومسؤولين كبار اشتغلوا بمعية الوزيرة الاستقلالية السابقة ياسمينة بادو. وأوضحت "بيان اليوم" في افتتاحية تحمل عنوان "توضيح للزملاء في »العلم« " "لسنا حطب حرب"« كما عبرت عن "صدمتها واستغرابها لانفلات ... بلا... عقل أو سياسة« ".وكانت »"العلم«"سباقة لنشر تقرير مطول أعلنت عنه بالبنط العريض بصفتحها الأولى تحت عنوان »"العلم تكشف خبايا الإصلاح المفترى عليه بوزارة الصحة« ".وتحدثت كذلك عن النتائج المبهرة التي تحققت بالقطاع وعلى كافة المستويات وخاصة الصفقات المتعلقة بالأدوية التي مكنت حسبها من توفير 464 مليون درهم للخزينة العامة، وتراجع أثمنة اللقاحات. وتساءلت العلم موجهة الكلام للوزير الجديد: هل يتعلق الأمر بخطة مدروسة لاستقدام الموالين الحزبيين وخدمة أجندة سياسية صرفة. واستنكرت ذات الجريدة على " الوزير الوصي على قطاع الصحة اتهام النقابات الأكثر تمثيلية بتلقي رشاوى" وهو ما نفته "البيان" في توضيحها. نفس المصادر أكدت أن الخلافات ستطفو على سطح طاولة الحكومة في لقاءاتها القادمة وكذا لقاءات الأغلبية. حرب رفاق التحالف الحكومي الذي يقوده عبد الاله بنكيران، لم تقتصر على الجرائد. فقد علمت الجريدة من مصادر متطابقة أن برلمانيي حزب الاستقلال، مدعومين بحليف حكومي آخر، سيعملون على إسقاط الميزانية الفرعية لوزارة الصحة التي بدأ نقاشها أمس، وسيطالبون -حسب نفس المصادر - بإحضار تقرير لجنة المالية الذي يمنح صك البراءة للتسيير السابق ويشيد به، وكذلك تقرير المفتشية العامة بالوزارة. وزادت مصادرنا أن حزب الاستقلال عازم على المضي في المعركة حتى النهاية خاصة بعد إقدام الوزير على وقف التفويضات لكل من الكاتب العام ومديرة الصفقات العمومية ومدير التجهيز، ومطالبتهم بالاستقالة الفورية حسب نفس المصادر. وسيطالبون بلجنة افتحاص لكلية الطب التي كان يرأسها الوزير الحالي، مشيرة إلى خروقات وتجاوزات خطيرة خلال العشر سنوات الماضية. مصادر من التقدم والاشتراكية استغربت هجوم حليفهم على وزير وصفته »بالمعروف بنزاهته،« مؤكدة أن كل الاجراءات التي قام بها تدخل في إطار إشرافه على القطاع والعمل على عقلنته، ونفت أن تكون وراء القرارات التي يتخذها الوزير خلفيات سياسية. وفي سياق الحرب الباردة داخل الحكومة، صدر بلاغ لوزارة الصحة يؤكد عدم تخليها عن موظفيها الذين يرتكبون أخطاء مهنية، مؤكدة عزمها الدفاع عن كافة موظفيها. مسؤول بالمعارضة عبر عن استهجانه لما يقع من حروب صغيرة تلغي اهتمامات المواطنين وانتظاراتهم، مؤكدا على أن بوادر انهيار التحالف الحكومي غير المؤسس على مرجعيات وأسس سليمة بدأت بالظهور، مؤكدا على أن البدايات كانت حبلى بالتناقضات التي ستنفجر في أية لحظة.