تتابع الجالية المغربية بإسبانيا باهتمام كبير، قضية المغربي عبد الله العسلي الذي يرقد في مستشفى بمدينة واد الحجارة ، وسط البلاد ، مصابا بشلل في كامل أطرافه ، بسبب الضرب الذي قد يكون تعرض إليه على يد أفراد من الشرطة المحلية بعد اعتقاله بسبب عدم توفره على أوراق إقامة شرعية. تتابع الجالية المغربية بإسبانيا باهتمام كبير، قضية المغربي عبد الله العسلي الذي يرقد في مستشفى بمدينة واد الحجارة ، وسط البلاد ، مصابا بشلل في كامل أطرافه ، بسبب الضرب الذي قد يكون تعرض إليه على يد أفراد من الشرطة المحلية بعد اعتقاله بسبب عدم توفره على أوراق إقامة شرعية. وتعود وقائع هذه القضية إلى بداية مارس عندما كان الضحية يلعب مع بعض أصدقائه الكرة فتوجهت إليه دورية من الشرطة ، دون غيره ، وطلبت منه وثائق الإقامة ، التي لم يكن يتوفر عليها ، ليتم اعتقاله ونقله إلى مركز الشرطة. أصدقاؤه وجيرانه بعد أن تغيب عدة أيام توجهوا إلى مركز الشرطة، حيث أخبروهم هناك أن عبد الله العسلي تم ترحيله إلى المغرب ، غير أنه بعد بضعة أيام توصلوا بخبر وجوده في المستشفى مصابا بشلل كامل. وبعد أن تفجرت هذه القضية ووصل صداها إلى وسائل الإعلام، ادعى أفراد الشرطة ، مدعمين بالحكومة المحلية ، أن الضحية المغربي هو من فعل بنفسه ذلك بعد أن علم بقرار ترحيله ، وهي ادعاءات لا تصمد أمام الوقائع التي يقول ناشطون مغاربة في إسبانيا ، ترجح أن عبد الله العسلي تعرض للضرب بشكل عدواني وأصبح نصف حي ونصف ميت ، بعد ساعتين فقط من اعتقاله وأنه تم نقله إلى المستشفى للتخلص منه. وقد علم لدى مصادر قنصلية مغربية بإسبانيا أن السلطات المغربية تتابع بقلق وباهتمام بالغ، قضية الشاب المغربي عبد الله العسلي الذي يوجد حاليا بغرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات بمدينة وادي الحجارة يحتمل أنه تعرض لاعتداء من قبل الشرطة الاسبانية بسبب عدم توفره على بطاقة الإقامة. وطالبت المصادر ذاتها بفتح تحقيق من أجل معرفة جميع التفاصيل المرتبطة بقضية المواطن المغربي، مؤكدة أنها ستقوم بجميع الاجراءات الضرورية لضمان حقوقه كاملة وحث السلطات الاسبانية على تقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات هذا الحادث المؤسف. وفي هذا الاطار توجه وفد من القنصلية العامة للمملكة بمدريد إلى مدينة وادي الحجارة (وسط إسبانيا) لزيارة المواطن المغربي البالغ من العمر 33 سنة من أجل الاطلاع على حيثيات هذه القضية. وأشارت المصادر ذاته إلى أن الوفد المغربي اطلع خلال زيارته للمستشفى الجامعي بمدينة وادي الحجارة على تطور الوضعية الصحية للمواطن المغربي، مضيفة أن الوفد اجتمع مع أصدقاء الضحية واستمع إلى أقوالهم مؤكدة على أنها لن تتوانى في مطالبة الجهات المعنية بتقديم المعلومات الحقيقية، ضمانا لحقوق المغاربة بالديار الاسبانية وصون مصالحهم. كما اجتمع الوفد مع الطبيب الذي يتابع الحالة الصحية للمواطن المغربي ومع المساعدة الاجتماعية بالمستشفى للسؤال عن الوضعية الصحية للضحية وتطورها. ومن جهة أخرى عقد الوفد القنصلي المغربي اجتماعا مع نائب مندوب الحكومة الاسبانية بوادي الحجارة خوان بابلو سانشيث سيكو، تم التأكيد خلاله على ضرورة بذل الجهود الضرورية بشكل موضوعي ومسؤول لمعرفة حقيقة ما حدث وإلحاق العقوبات بالمسؤولين المحتملين عن هذا الاعتداء الذي أثر بشكل كبير وخطير على صحة المواطن المغربي إلى درجة تعرض حياته للخطر دون أن تكون هناك أسباب لذلك، علما بأن كل المعلومات المتوفرة تصب في كون عبد الله العسلي لم يسبق له أن تسبب في حدوث أية مشاكل، بل يتميز بهدوئه واستقامته وحسن خلقه. وعبر المسؤول الاسباني خلال هذا اللقاء عن أسفه لما حدث، مؤكدا إرادته في متابعة هذا الموضوع لكنه في المقابل ادعى مجددا أن المواطن المغربي قام بالتسبب لنفسه في الاصابات التي يعاني منها إثر إخباره باحتمال ترحيله إلى المغرب، نظرا لتواجده بالتراب الاسباني بشكل غير قانوني مع وجود قرار بطرده منذ شهر ماي 2011. وبهذا الخصوص أكد الوفد القنصلي المغربي أن هذا الأمر لا يبرر إمكانية تعرض عبد الله العسلي للضرب بعنف مما تسبب في إدخاله إلى غرفة العناية المركزة، حيث لا يزال يقبع فيها بعد أيام طويلة من إلقاء القبض عليه، مشيرا إلى أن الحالة الصحية للمواطن المغربي لا تبعث على الاطمئنان. كما عبر الوفد القنصلي عن استغرابه التام لكون السلطات الاسبانية لم تخبر القنصلية العامة للمملكة بإلقاء القبض على المواطن المغربي، ولا بعد إدخاله إلى المستشفى في حالة خطيرة. وفي هذا الاطار وجهت القنصلية العامة للمملكة لمدريد استفسارا في الموضوع إلى كل من نائب مندوب الحكومة المركزية بمدينة وادي الحجارة وإلى مدير المستشفى الجامعي وإلى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمدينة وادي الحجارة. كما تعتزم القنصلية مواصلة الزيارات إلى المستشفى الجامعي للاطمئنان على صحة عبد الله العسلي والحصول على مزيد من المعلومات والتفاصيل المرتبطة بقضية المواطن المغربي، مع الاستمرار في الاتصال مع الجهات الاسبانية لتوضيح ملابسات هذه القضية.