نظم اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة، بتنسيق مع مؤسسة عبد الواحد القادري، يوم الجمعة 16 مارس 2012 بمقر مكتبة المؤسسة، حفل توقيع السيرة الذاتية للدكتور محمد العمري، المعنونة «زمن الطلبة والعسكر»، نشط اللقاء الدكتور عبد المجيد نوسي الذي رحب في البداية بالدكتور محمد العمري مقدما نبذة عن مساره العلمي الموسوم بالكد والعصامية بحيث تدرج في جميع الأسلاك التعليمية تقريبا مدرسا ومحاضرا ومؤطرا، واستعرض أهم مؤلفاته وقيمتها الأكاديمية ، سيما في البلاغة العربية وتحليل الخطاب. كما تطرق إلى النزعة التعددية في تكوين الأستاذ العمري وانشغالاته الفكرية والإعلامية، منوها بالجوائز الرفيعة التي حصل عليها. ومن جهته رحب محافظ مكتبة عبد الواحد القادري الأستاذ عبد الرحمن الساخي بالمحتفى به وبالحضور. أما مدير مركز محمد بنسعيد أيت يدر للدراسات، ناشر السيرة، فقد أعطى نبذة عن المركز ودوره في التوثيق والنشر. بعد ذلك أعطيت الكلمة للباحث المصطفى اجماهري ليقدم قراءة لسيرة العمري، باعتبارها جزءا ثانيا، جزؤها الأول هو»أشواق درعية»، متوقفا عند أهم التمفصلات في هذه السيرة، وبعض خصائصها كالسخرية والصراحة والجرأة. ولعلها أول تجربة تخييلية (وليست خيالية) تخوض في أمر التواصل الثقافي بالجامعة المغربية خلال الثلاثة عقود الأخيرة. من جهته تحدث صاحب السيرة عن سياق كتابته لهذا العمل، المتمثل في الرغبة في التخلص أو «التصفية الكلية» من عبء ظل يضغط عليه منذ زمن بعيد، مستعرضا مجموعة من المحطات الدالة في حياته الشخصية وفي علاقته بالآخرين الذين بصموا شخصيته (اليوسي، أمجد الطرابلسي، محمد مفتاح، عزة حسن، صالح الأشتر...)، منتقدا سلوك بعض المثقفين والسياسيين ورجال الدين الذين جمعته بهم الحياة دون أن يغفل عن الإشارة إليهم بأسمائهم في ثنايا السيرة الذاتية. وفي معرض التعقيب تدخل الكاتب حسن بزوي ليوضح التشابه بينه، بوصفه كاتبا لسيرة عن تجربته النقابية الطويلة، وبين عمل الأستاذ العمري في الإيمان بالمثاليات والحماس الزائد وعدم المرونة. بينما نبه الكاتب الحبيب الدائم ربي إلى الاحتياط من تحميل العمل التخييلي مالا يحتمل، والحال أن السيرة، أية سيرة، هي وجهة نظر شخصية ليس إلا. فضلا عن أهمية البحث عن صيغ الخطاب البلاغي في مؤلف العمري. وأكد الباحث علي أيت سعيد على المواثيق الأجناسية بين الرواية والسيرة المراوحة بين الموضوعية والتذويت. في حين ركزت تدخلات كل من إدريس مرابط وغزلان ياسين، على خصيصة التنوع المعرفي لدى الأستاذ العمري كباحث ومترجم وأديب وصحفي. وفي تعقيبه قدم الدكتور العمري بعض التوضيحات عن بعض التساؤلات الموجهة إليه منوها بالبعد البلاغي والحجاجي والاستعاري في كتاباته، ثم ختم اللقاء بحفل توقيع الكتاب للقراء والمهتمين.