أخيرا أتت قناة «إم.بي.سي» الخليجية، لتعلن في المغاربة أن لديهم فتاة مطربة من العيار الثقيل، ذات الفتاة التي «عكلها» «علماء» دوزيم في برنامج محلي.. أتي فنانون آخرون من الشرق ليعلنوا أن في أصوات المغرب ما يطرب ويجلجل. ولم «تقشعوه». قدرنا أن نأتي دائما من هناك، لأننا هنا لا نقنع، قدرنا أن ننتظر تدخل الضفف الأخرى لتقول فينا كلمة حق، وترغمنا على الاعتراف بنا. «من أنت؟ واش بغيتي تكون كاع» أول يافطة تجدها طاقاتنا، وهي تطرق أبواب مؤسساتنا في شتى المجالات... أو لم «تطرد» قناة دوزيم الصحفي أنس بوسلامتي بدعوى الخروج عن المهنية، لأنه استضاف في نشرته الإخبارية سفير العراق إبان حرب الخليج؟ هذا الرجل «غير المهني هنا» في نظر علماء التسيير بهذه القناة، ستحتضنه كبريات المؤسسات الإعلامية بألمانيا، قبل أن ينتقل إلى قناة «دبي» و يرشح اليوم كرئيس تحرير لقناة «سكاي نيوز» الانجليزية!! محمد مقروف، الذي أتحف إذاعاتنا بدون اعتراف، انطلق إلى هناك، إلى دبي، لتعلن قناتها الرسمية، أن الرجل من خيرة الإعلاميين في المجال الرياضي، وتسلمه مقاليد المسؤولية، وكذلك الشأن بالنسبة للعشرات من الإعلاميين، الذين يؤثثون اليوم، بلاطوهات كبريات القنوات الإعلامية، بعدما كانوا هنا مجرد مرددين لقصصات وكالة المغرب العربي للأنباء. ظلمي، اللاعب الدولي الكبير، الذي كانت تنحني له الملاعب، اعتزل قرابة عشرين سنة، ولم يتم تكريمه كسائر لاعبي الكرة الأرضية، بل لم يقم من أجله حتى حفل شاي، وخرج من المجال الكروي بدون أي اعتراف، من المؤسسات المشرفة على الكرة، لكن ما سيظل منقوشا في ذاكرته أن الاعتراف جاءه من حيث لا ندري، من مؤسسة اليونيسكو التي قلدته وسام «أنظف لاعب في العالم». جيل جيلالة العملاقة، فرقة أتحفت فننا ورفعت علمنا، تجد اليوم نفسها صغيرة جدا أمام منظمي المهرجانات الوطنية، هؤلاء المنظمون الذين لا يعلمون، أن هذه الفرقة، لم تبرح تونس الشقيقة، منذ الثورة، لأن المسؤولين دعوها، كضيفة شرف، إلى هناك طيلة رمضان وبعده، لتحيي احتفالاتهم بالنصر، فيما يقام مهرجان على بعد 90 كيلو متر من مقر سكناهم ولا تتم دعوتهم، لكن ضيوفنا الغربيين أدخلوهم إلى مهرجان موازين «عنوة»، هذا ما حصل في السنتين الفارطتين، يقوم المشرفون على المهرجان بتوجيه دعوة إلى فرقة «ديسي دانتن» هذه الأخيرة دعت أفراد جيل جيلالة ليغنوا معها في عمل مشترك في مهرجان يقيمه بلدها. وكأن الضيوف، ينبهوننا بأن لدينا فنانين بإمكانهم «زلزلة» الخشبة، لكننا جاحدون. ناس الغيوان، فرقة عالمية لا مثيل لها في العالم العربي، لم يسبق لأي قناة مغربية أن أنتجت برامج من أجلها، حتى أتتنا عبر الأشرطة أفلام وثائقية عن مجموعتنا هذه، من السويد والنرويج وإسبانيا وفرنسا وغيرها. منتخبا، لا يعرف الطريق إليه أي شاب يمارس في ملاعبنا الكبرى وبأنديتنا، وكأن هذه الأندية طيلة المواسم تنتج «الحمص» ولا تتوفر على لاعبين، وحدهم أبناؤنا هناك في الضفة الأخرى الذين يلجون أركان هذا المنتخب، بمعنى إذا كنت تريد أن تصبح لاعبا في الفريق الوطني يجب أن تمر من هناك، لأن لا حظوظ لك هنا. الزاكي، بلغ بمنتخبنا الوطني إلى الدور النهائي في بطولة أفريقيا التي أٍقيمت في تونس 2004، وكان جزاؤه الإبعاد لأنه لم يقنع «الفُهَامة» عندنا الذين ربما حلمهم، هو الفوز ببطولة أوربا أو أمريكا الشمالية، التقفتهم مؤخرا قناة«الجزيرة الرياضة»، ليحلل مباريات أكبر بطولة في العالم، وهي«الليغا الإسبانية»، ولتعلن لنا هذه القناة أن الرجل مدرب حقيقي. مثل هذه الطاقات كثر في شتى المجالات، ومصيرهم أسوأ مما يجري للإعلام المعروفة كعويطة وغيره. دنيا اليوم، أحيت فينا، كجمهور، فرحا اشتقنا إليه، لأننا تعبنا من أخبار الجرائد المقرفة جدا، وهي تنقل لنا اعتقال هذا، وتنحية هذا، وقتل هذا، لتعرج على أزمة مالية قادمة في الأفق، وأن الجفاف سيؤثر على ثمن «ماطيشة» وما إلى ذلك من الأخبار المغبونة جدا. فرحي بدنيا باطما لم يدم كثيرا، بعد أن قرأت تعليقات الأشقاء المصريين التي تقول «عكوبتها لنا»، فلن تقدموا لها هناك في المغرب شيئا، وإذا أرادت أن تجلجل لابد وأن تمر عبر القاهرة.