في أول ظهور له بعد إخفاقه الذريع بكأس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الاستوائية، وخروجه من الباب الضيق، فاز المنتخب الوطني المغربي خلال مباراة ودية أجراها مساء أول أمس الأربعاء بالملعب الكبير لمراكش أمام نظيره البوركينابي بهدفين لصفر. وتدخل المباراة في إطار استعداد الفريقين لدخول غمار الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2013 ومونديال 2014 بالبرازيل. وجاءت المباراة بجل دقائقها لتبصم على مستوى تقني هزيل، خاصة أمام تواضع الخصم البوركينابي، وتيه العناصر الوطنية داخل رقعة الميدان، مع تسجيل الارتجالية التي كانت تطغى على بناء الفرص، وهو أمر أبان عن ضعف تواصل الناخب الوطني مع لاعبيه لتدارك الهفوات وإصلاح ما يمكن أصلاحه في الوقت المناسب. فرغم هدفي المواجهة اللذين سجلا من طرف مبارك بوصوفة (د18) ويوسف العربي (د64)، فالمجموعة المغربية عانت من ضعف خط الهجوم، الذي تفنن لاعبوه في تضييع الفرص، وكان أبرزها من مبارك بوصوفة الذي أبان عن أنانية كبيرة في عدة مناسبات، والوافد الجديد عبد الرزاق حمد الله الذي أضاع فرصة عمره، بعدما انفرد بالحارس سانو جيرما، في آخر ثواني المباراة. هجومات كانت بين الفينة والأخرى تواجه من طرف الخصم بمرتدات خاطفة، كتلك التي تألق فيها الحارس نادر المياغري، بعد تصديه لتسديدة اللاعب البوركينابي جوناتان. لتنتهي أطوار المواجهة، التي قادها الحكم الموريتاني علي لمغيفري، تاركة وراءها عدة تساؤلات بخصوص مستقبل الكرة الوطنية، والحيز الزمني الذي تحتاجه لتخطي المشاكل الراهنة. وعقب المباراة اعترف الناخب الوطني إريك غيريتس بالمشاكل التي واجهها لاعبوه داخل رقعة الميدان، خاصة على مستوى خط الهجوم الذي افتقد للنجاعة والفعالية، مؤكدا على أنه لو تم استغلال الفرص المتاحة لخلصت نتيجة المباراة إلى خمسة أو ستة أهداف، معزيا الظهور الباهت إلى التشكيلة التي اعتمد عليها في هذه المباراة، والتي زاوجت بين اللاعب المحلي والأولمبي والمحترف، والتي تحتاج وقتا للانسجام. وعن البرنامج الإعدادي، ترقبا لقادم الاستحقاقات، أكد غيريتس، بأنه سيستهله رفقة عناصر البطولة الوطنية، في انتظار الاستفادة من التاريخ الذي ستحدده الفيفا أواخر شهر ماي، والذي سيكون قبل مواجهة غامبيا بعشرة أيام. هذا المعطى سيفرض على الناخب الوطني اختيار خصم يتماشى والمرحلة، لتفادي الإصابات والمفاجآت غير السارة التي يمكن لها أن تحدث. وحول الشعور الذي انتاب غيريتس، وهو يحاصر بصفير واستهجان الجماهير، قال «لم أسمع صفيرا أو استهجانا. الصفير الذي سمعته ربما كان تجاه أحد المشجعين البوركينابيين»، جواب أبرز مرة أخرى قدرات الناخب الوطني في المراوغة. ومن جانبه أكد مختار، مدرب المنتخب البوركينابي، أن فريقه مازال يعاني من رواسب الظهور الباهت خلال الكأس الإفريقية الأخيرة، مقرا بأنه سيعمل في هذا الاتجاه للاستعداد للمباريات الرسمية القادمة، معتبرا مواجهة منتخب كالمغرب أمر سيفيد منتخبه لامحالة.