يحتفظ بالاطفال غير الشرعيين من قبل امهاتهم او تحت الوصاية التي تعهد لاحد الوالدين أو بالتخلي عنهم, و في هذه الحالة يلتجئ البعض للتبني. بينت احصائيات أن اكثر من نصف الامهات يتشبثن بأطفالهن رغم كل ما يختلج صدورهن من معاناة, في حين تغادر اخريات جناح الولادة رفقة اطفالهن ليتخلين عنهم فيما بعد، بمنحهم لبعض الاسر للتبني ببرودة أعصاب. يتم دعم الغالبية العظمى من الأمهات العازبات من قبل الجمعيات, خاصة تلك التي تعنى بالنساء والاطفال (التضامن النسائي) احيانا كثيرة يوضع الطفل غير الشرعي تحت رعاية احد الوالدين, ليتم استرجاعه فيما بعد, هذه هي حال نرجس البالغة 26 سنة من العمر, انجبت طفلها ولا يتعدى سنها 22 سنة «والدتي منحت ابني الى ابنة عم لي تقطن بعيدا عنا«« تمكنت نرجس من استعادة ابنها بعد مزيج من الاكاذيب نسجتها والدتها تفاديا للفضيحة والعار. تقول نرجس»»اخبرت امي العائلة بأنني تزوجت في المدينة, بعد 10 اشهر انني رزقت ولدا ذكراو واخبرتهم بعدها انني لم أتفاهم مع زوجي فطلقني» عندما تكتشف الأم ان ابنتها الصغيرة البريئة قد انجبت من علاقة غير شرعية. تجبرها على التخلي عن وليدها, حيث انتزعت والدة فريدة رضيعتها منها, لتمنحها لاحدى النساء. غير ان فريدة كانت أوفر حظا من غيرها. بالتجائها الي مركز البسمة الذي ساعدها على استعادة طفلتها. فوالدة فريدة كان لها عذرها في انتزاع الطفلة من أمها, لان هدفها كان هو تجنيب ابنتها الاقصاء والقيل والقال, فهي تعرف مسبقا ان المجتمع لا يرحم. ليس الأمهات فقط من يمارس الضغط على بناتهن حتى يتخلين عن رضعهن، بل حتى الآباء البيولوجيين للاطفال. تروي لطيفة 24 سنة قصتها »»قبل عامين كنت اعمل كعاملة نظافة بتلوين, تعرفت على شاب. بعد فترة اخبرته بأنني حامل, طالب مني التخلي عن ابني بعد الولادة واعدا اياي بالزواج«, لكنها كانت مجرد حيلة منه لطمس دليل الجريمة، حتى لا تطالبه فيما بعد بإجراء تحليل الحامض النووي لاثبات ابويته للطفل « هربت لطيفة من عائلتها التي أرادت قتلها انتقاما لشرفها. وتخلت عن طفلها,»تخليت عن ابني الذي اعطيته لاحد الخطافة الذي اقلني الى محطة الركاب هربا من عائلتي. غير انني لم اجن اي شيء, فهو لم يف بوعده بالزواج. فقد فقدت شرفي وابني في آن واحد«« في حالات كثيرة من الولادات من علاقة غير شرعية. يتم الاتصال بالاباء البيولوجيين من أجل التفاوض والاعتراف بالمولود, لكن هناك من يريد ان يتحمل المسؤولية, لكنه لا يستطيع الزواج من شريكته. نظرا لعدم قدرته على إخبار عائلته. بالحقيقة, وايضا من يقبل لكنه في كل مرة يختلق الأعذار لتأجيل موعد الزواج. لوحظ ايضا ظاهرة الاباء العازبين الذين يريدون الاعتراف بالطفل دون الزواج بالشريكة, لكنهم تعترضهم الكثيرة من المشاكل عند تسجيل الطفل بكتاب الحالة المدنية لغياب الام. جاءت اللحظة المرتقبة. لحظة التخلي عن الطفل وانتزاعه من أمه, فهي تتمزق ألما من الداخل و لا تمكن خيارا اخر, اما التخلي أو الفضيحة «لن انسى ابدا لحظة تخلي عن ابنتي، انا الان متزوجة وام لطفلين اثنين، لكنني لم استطع نسيان نظرات طفلتي لحظة انتزاعها مني«« أوضحت الكثيرات ان الدافع الرئيسي وراء تخليهن عن رضعهن هو انعدام الأمن وعدم القدرة على تأمين حاجياته الضرورية» وضعت ابني امام احد المنازل. كنت متأكدة من انه لن يموت, بل سيتم نقله الى احد دور الايتام» في دور الايتام سيلقى الرعاية اللازمة, وستوفر له الدار المأكل والملبس والتعليم والتطبيب. لكن معها لن يجد سوى الضياع او الموت» معي كان مصيره الموت من الجوع لا محالة.» كما يرغبن ايضا في تبرئة انفسهن واستعادتهن لحياة طبيعية ,مع املهن في الزواج ونسيان الماضي ومرارته. غالبية الأطفال الذين تستقبلهم دور الايتام يكون من الجنس الذكوري 71%لكن معظم طلبات الكفالة التي تتلاقها الدور تكون موجهة للفتيات. حيث يعتقد المتبنون أن الفتاة تكون اكثر هدوءا من الولد ولن يجدوا مشاكل في تربيتها كما يمكن استغلالها كخادمة تقوم بالاعمال المنزلية. تتم الكفالة اما بطريقة شرعية حين تقوم الدار ببحث عن وضعية الوالدين المستقبلين لهذا الطفل وهل سيوفرون له ظروف عيش ملائمة ورعاية كاملة. وبطريقة غير شرعية. يكون فيها كل شيء مباح اما تزوير الاوراق والسجلات حتى لا تتمكن الام البيولوجية من استعادة او معرفة ما اذا كانت قد انجبت فعلا ام لا, وكذا بالتآمر مع الممرضات والقابلات واحيانا يستعمل الرضيع كسلعة للبيع يكون الحق فيه لمن يدفع اكثر. مستقبل الاطفال المتبنين. دائما الحقيقة وفي احيان كثيرة تكون مؤلمة الى درجة تدمير صاحبها، حبيبة 22 سنة, ام لطفلة عمرها لا يتعدى السنتين والنصف, تحكي عن معاناة سببها التبني لتتكرر معها لعبة القدر ويطلب منها التخلي عن طفلتها فترفض بشدة, «كنت اعيش حياة مليئة بالسعادة.املك كل شيء مع والدي. فجأة توفي والدي لتلتحق به والدتي بعد عام من وفاته» ويفتضح السر وتعرف حبيبة السر»تبنتني عمتي. والداي الحقيقيين قرويان ، نجحت عمتي في جعلي أكرههم «بعد هذه الحقيقة اضطرت حبيبة الى العودة الى القرية للعيش مع الوالدين البيولوجيين لكن ظروف العيش كان جد صعبة . ولم تستطع حبيبة التأقلم مع حياة البادية, فهي كانت مدللة وكل طلباتها مجابة لتتحول الى مجرد خادمة في بيتها. زيادة على الإهانة والضرب من قبل والديها و أشقائها عندما لا تقوم بالاشغال كما يجب. امام قساوة هذه الظروف قررت الفرار من المنزل لتواجه مصيرا مجهولا «هربت الى بيت عمتي, فجاءأبي واعادني هو واخي الى المنزل بالقوة» عاودت الكرة مرة اخرى متجهة الى بيت احدى صديقات والدتها «عمتها «التي تبنتها لتعمل كخادمة و تتعرف على شاب اغراها ووعدها بالزواج. تحكي حبيبة «طلب مني مرافقته الى البيت للتعرف على اخته وتناقش معها تحضيرات الزواج لتجد نفسها في منزل فارغ ,»ضربني واغتصبني« «كان ذهن حبيبة مشغولا فقط برؤية الشاب وطلب الزواج منه ليعتدي عليها للمرة الثانية. وتجد نفسها حاملا من علاقة غير شرعية. ينعم الطفل غير الشرعي بحياة طبيعية. لكن معرفة الحقيقة تحول حياته الى كابوس مزعج. حيث يصاب بهوس معرفة امه البيولوجية وتقفي أثرها لعله يجد جوابا يشفي غليله وان عبارات لقيط تكاد تفقده رشده. يحكي علي، البالغ 26 سنة من العمر، أستاذ بالتعليم الابتدائي وقلبه يعتصر من الألم» »كنت أعيش حياة هنيئة، رفقة عائلتي ووالدي كانوا فخورين بي، كنت متفوقا في دراستي«« لتتغير حياته بدرجة 180 درجة .وهو في سن 18 سنة عند اكتشافه أنه ابن غير شرعي» »توفيت والدتي، ولحظة تقسيم الإرث، علمت بأنني لا أملك أي شيء منه، لأني طفل غير شرعي، وأن امرأة منحته لهذه السيدة من أجل رعايته«« أمام هول الصدمة، لم يستطع علي تصديق ما سمع، رفض الانصياع لهذه الحقيقة، ما اضطر إخوته إلى تقديم دعوى للمحكمة قضت »بعدم حقه في الإرث وتجريده من هويته«. التجريد من الهوية، النعت باللقيط، الطرد الى الشارع, كلها عوامل جعلت من علي مدمنا ومجرما يقطع الطريق ويسرق من أجل تأمين جرعته من المخدرات، ليدخل بعد ذلك الى السجن. وهنا كانت نقطة التحول في حياة علي، حيث أقنعه أحد الحراس بمتابعة دراسته واجتيازه لامتحان البكالوريا. خرج من السجن ونجح في امتحان البكالوريا والتحق بالجامعة وحصل على شهادة الإجازة، غير أنه لم يتمكن من نسيان واقعه ورغبته في معرفة حقيقة أمه، رجع الى منزل العائلة متوسلا إياهم إعطاءه أية معلومة تفيده في البحث عن أمه، لتجيبه عن كل تساؤلاته، عله يجد في أجوبتها ما يثلج صدره. مصير فتاة تزوجت من أبيها مزق الألم أمينة، قدمت الى جمعية التضامن النسائي تحكي» »حملت بطفلة من علاقة غير شرعية وأنا ما أزال تلميذة بالثانوي«« أخفت حقيقة حملها على عائلتها، بعد أيام من الولادة، تقدمت لاجتياز امتحان لولوج إحدى المدارس العليا بالرباط، ما دفع بها الى منح الطفلة لإحدى العائلات. غير أنها لم تستطع نسيان رضيعتها فهي لازالت مهووسة بطفلتها. مرت الأعوام وتزوجت مينة ورزقت بفتيات أخريات. لكنها لم تستطع محو ابنتها من ذاكرتها» »كلما نظرت إلى بناتي، انفطر قلبي حزناً على ابنتي الأخرى«« لكنها لم تكن تملك خياراً آخر غير التخلي « »والدي كانوا سيقتلونني أن يطردونني من المنزل«« لازالت مينة تعاني عذاب الضمير. لهذا قررت التوجه إلى منزل العائلة المتبنية للطفلة، رفضت الأم السماح لمينة برؤية الفتاة مخبرة إياها بأنها تزوجت من رجل يحبها كثيراً. أمام إصرار مينة وافقت الأم مرافقة مينة لرؤية ابنتها شريطة تقديمها لها على أنها صديقة لها, قبلت مينة بالشرط. دقت الأم الباب، ليخرج رجل تصعق مينة لرؤيته، وأغمي عليها، سألت الأم من هذا قالت لها إنه الزوج» »هذا هو الزوج««، لتكتشف مينة أن ابنتها متزوجة من أبيها. لم تجد مينة من خيار لها سوى الالتجاء إلى مركز التضامن النسوي لطلب المساعدة وإيجاد حل لهذه المصيبة. أرشدتها المساعدة في المركز الى الطبيب النفسي للجمعية، لكن مينة لم تطلب مساعدته، فرحلت من المركز والسر معها. ما أفظع قصص الحمل بطرق غير شرعية، ها هي رابحة 20 سنة، عاملة نظافة من نواحي مراكش، تحكي قصتها، حيث لا تعرف ما إن كان الجاني والدها الفعلي أم زوج أمها» »تزوجت أمي مرتين، أنا أحمل هوية الزوج الثاني، لكن جميع سكان الدوار يقولون بأنني ابنتها من الزوج الأول، لكن أمي تؤكد على أنني ابنة زوجها الثاني«« تعرضت رابحة للاغتصاب وهي في سن 13 لاغتصاب من طرف والدها «»والدي اغتصبني«« أحياناً كثيرة يرفض الكل تصديق الفتاة وأنها اغتصبت فعلا فرابحة حتى أمها لم تصدقها «رفضت تصديقي وعاملتني بسوء، وعنفتني من أجل التراجع عن البلاغ الذي قدمته ضده وتبرئته من المنسوب إليه«« قضى الآن المغتصب 5 سنوات عاشت خلالها كل أنواع العنف المعنوي والجسدي، ولم تستطع تحمل إهانات والدتها واتهامها بأنها السبب في إدخال زوجها الى السجن. بعد إنجاب رابحة لمولودها ، هربت من المنزل، لتعانق الشارع وويلاته، »»عشت بالشارع، عملت كعاهرة من أجل تأمين لقمة العيش«« غير أنها كانت محظوظة شيئاً ما، لأنها وجدت من أنقذها من الشارع وأدخلها إلى المركز الذي تقطن به الآن «»تعرفت على أحد السائقين، جاء بي إلى المركز«، حيث لقيت الرعاية اللازمة كما تحسنت أوضاعي» لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فعندما تحسنت أوضاعها وقررت استرجاع ابنها لم تنجح في ذلك، لأن الأب قام بتسجيله في كتاب الحالة المدنية على أنه ابنه من زوجته وبذلك لا تملك رابحة أي حق فيه. عن كتاب »حمل العار« للدكتورة نعمان جسوس