اترك الحرف ينطلق بي في سمائه... يبحر بي قرب الساحل الذي طالما ترقبته... عانقيني ايماءات الحروف الرافضة... اصحبيني في منتهى الضوء... لا تعبثي بي ككرة ثلج في المرمى الصخري... كم هويت ذاك المنعطف الذي يفتح لي بوابة الفسحات الجبلية... كم احببت الماء لما ينزل كدمع عيني من السلسلات المترامية... يشكل مساره ويحقق ذاته لما يهيء المنحدر الذي منه سيعبر... ليصل هناك... حيث الحجيرات تنتظر قدوم الوهج السائل... تتغنى به ليمنحها انتعاشة صبا... يصل النبع الهادر... يبتغي من المسار بلوغ الشلال المترامي على حد البصر... ينزل الماء... كايام تسللت مني... والصوت يبلغ منتهاه في اسطورة التغني بالفضاءات المائية المتجددة... تقترب من الروح... تداعبها... ترسل لها رسائل للسمر... والوداد يغطي واجهة المرايا... يكسوها العطر الذي توشح نوافذ الحضور... في الشبابيك اطلالة انعكس فيها الضوء بالماء... وياتي قوس قزح... من الانعكاسة المحتلة عناوين الوجود... الاخضر من الفردوس يطل... الازرق من لون البحر حين الاشراق... والصفرة كخدود الثريات العاشقة... لعله لا يبعد عني بلونه السائر في عروقي... لعله يصاحبني في استفاقة نظرتي لما يبدا الكون بالتخلي عن الليل الساري... تتمدد الكويرات الزجاجية عبرريح بلغت عمق السحاب... لتنزل في الفترة التالية تعاند الارض فتتشكل اجمل المنحوتات... واصير منار المبحرين للجزر المحتلة كل الافاق... يصطحبني ناي المعزوفات المخزنة في الذاكرة... وصل المركب الذي امضى ساعاته في تقصي حقائق الاشياء... وصل الى الوجهة التي املها لما كان يهيء مساره في مرايا قوس قزح..... 12-11-2011