لم تحمل مرحلة الذهاب من أول موسم احترافي من الاحتراف سوى الإسم، فالمشاكل التي كانت تتخبط فيها كرة القدم الوطنية خلال عهود الهواية بقيت على حالها، وفي مقدمتها الخصاص المالي، غير أنه في هذا الموسم كان سمة غالبة اشتركت فيها العديد من الأندية الوطنية، وعلى أكثر من صعيد. فبالرغم من أن الجامعة اشترطت توفر الفرق، التي ترغب في المشاركة في أول بطولة احترافية، على ميزانية أولية بقيمة 900 مليون سنتيم، فإن بعض الأندية وجدت صعوبة كبيرة في توفيرها، وكانت على أبواب الانحدار إلى الدرجة الثانية، وكان أبرز مثال هنا، فريق النادي القنيطري، الذي لم يحافظ على مكانته بالقسم الأول إلا بعد تدخل المجالس المحلية، التي بادرت إلى تقديم الضمانات المالية المطلوبة. غير أن هذه الضمانات بقيت حبرا على ورق، وعاش الفريق شتى أنواع المحن، التي وصلت إلى حد رفض اللاعبين التدرب، وتهديدهم بتقديم اعتذار عن خوض مباراتهم أمام الجيش الملكي، قبل أن يتراجعوا في آخر لحظة. وكان من تداعيات هذا الوضع المتأزم تقديم الرئيس حكيم دومو استقالته، وتعويضه بلجنة مؤقتة. وغير بعيد عن مدينة القنيطرة، فجر خلاف بين الرئيس الكرتيلي وبعض أعضاء مكتبه المسير بفريق الاتحاد الزموري للخميسات، خلافا حادا حول راتب المدرب مصطفى الضرس والفريق في حالة مادية متأزمة. أضف إلى ذلك ما تعيشه فرق الوداد الفاسي، الدفاع الجديدي، أولمبيك أسفي، رغم أن هذين الفريق محتضنين من طرف أكبر مؤسسة صناعية في البلاد، وأيضا المغرب الفاسي، الذي يجد مكتبه المسير صعوبة بالغة في توفير الحاجيات المالية المطلوبة، في غياب شبه تام للمجالس المحلية، وكذا المؤسسات الاقتصادية بالمنطقة، رغم أن الفريق توج في الموسم الماضي بلقبي كأس الاتحاد الإفريقي وكذا كأس العرش، ويقدم عروضا جيدة على مستوى البطولة الوطنية. هو وضع لا يعكس إلى حد بعيد مفهوم الاحتراف الذي ننشده، والذي اعتبرته العديد من الفعاليات مدخلا هامها لإصلاح كرة القدم الوطنية، التي تعيش منذ سنوات على واقع الانكسارات، وكانت آخرها الصورة الباهتة التي ظهر بها المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية. لقد آن الأوان لتصحيح مسار البطولة الوطنية، وتقويتها بالشكل الذي يجعلها المزود الأول للمنتخبات الوطنية، التي أصبحت تتشكل في غالبيتها العظمي من لاعبين تكونوا بمراكز التكوين الأوروبية، وبالتالي صعوبة تأقلمهم مع الأجواء السائدة بالقارة السمراء. فمتى ستصبح بطولتنا في مستوى طموحاتنا؟