بالرغم من كونه مستشفى إقليميا يفترض فيه أن يقدم الخدمات الطبية اللازمة لأزيد من 282 ألف نسمة، وبالرغم من الشكايات والمراسلات التي بعثت منذ مدة في الموضوع الى كل الجهات المعنية محليا وجهويا ووطنيا والتي توجت بوقوف وزيرة الصحة السابقة شخصيا على هذا المشكل خلال زيارتها لمدينة بركان والتي وعدت بحله في اقرب الآجال، فإن مستشفى (الدراق) ببركان لايزال حتى الآن يشهد خصاصا مهولا بموارده البشرية بلغت نسبته 32 في المائة بمختلف أقسامه الاستشفائية وخاصة قسم الطب العام و قسم الجراحة الذي هدد الجراحون به غير ما مامرة بتعليق العمليات الجراحية العادية والاكتفاء بالحالات المستعجلة، بالاضافة الى قسم المستعجلات الذي أضحى العمل فيه، على حد تعبير احد الاطباء ، لايطاق بسبب تواجد طبيب واحد وممرض يستقبلان على مدار 12 ساعة أزيد من 80 وافدا في الوقت الذي تفرض فيه شروط العمل العادية طبيبين وثلاثة ممرضين يقتسمون المسؤولية بين الاستقبال والتشخيص وتقديم الاسعافات الاولية، بالاضافة الى أن يتواجد آخر بقاعة الملاحظة مع الحالات الحرجة كمرضى السكري والقلب وجرحى حوادث السير، مما دفع بالعاملين بمختلف الاقسام الطبية الى خوض وقفات احتجاجية متعددة احتجاجا على سياسة الآذان الصماء التي يتعامل بها المسؤولون جهويا ووطنيا مع مشاكل الشغيلة الصحية بالمستشفى المذكور. مصدر طبي آخر من داخل المستشفى كشف ل« الاتحاد الاشتراكي» أن هذا الخصاص لايؤثر سلبا على المريض الوافد فقط، بل كذلك على الأطباء والممرضين الذين يشتغلون في ظروف وصفها ب« المتوترة» والتي تدفع البعض إلى القيام بتصرفات انفعالية مع المريض ، وذلك من شدة ضغط العمل، بل ان البعض الآخر منهم قد يسلك سبيل اللامبالاة والتهرب والغياب مما يؤثر سلبا على مصداقية الجسم الصحي برمته داخل المستشفى. مصدرنا تابع موضحا أن الخصاص مس كذلك إدارة المستشفى التي أصبحت بحاجة ماسة الى تقنيي صيانة المعدات وأعوان الصيانة العامة، بالاضافة الى غياب مساعدة اجتماعية متخصصة. والاخطر من هذا ان المستشفى لايتوفر سوى على سائق واحد ل 7 سيارات اسعاف مما يرغم الحالات المستعجلة الموجهة الى مستشفى (الفارابي) بوجدة على السقوط بين « مخالب» سيارات الاسعاف الخاصة المتجمعة بمدخل (الدراق) والتي تفرض 1000 درهم على كل حالة من هذه الحالات، وذلك في غياب أية مراقبة من قبل المسؤولين . وأضاف ذات المصدر ان المندوبية الاقليمية للصحة العمومية ببركان تلجأ في أحايين كثيرة الى استقدام اطباء وممرضين من المراكز الصحية المتواجدة بالاقليم لملء الفراغات داخل (الدراق) ، مما يجعل تلك المراكز شبه مغلقة في وجه مرضى العالم القروي ، كما يحدث الآن بالمركز الصحي لاكليم ومستوصف اتزاياست والشويحية وغيرها ، مما يخلق ارتباكا في عملية تدبير شؤون القطاع إقليميا، لتتزايد محن المرضى وخاصة بالعالم القروي، حيث الفقر والتهميش وقلة الوسائل .