أكدت وزارة الصحة المغربية على أن البرنامج الذي سطرته من أجل الفحص وعلاج مرضى الجذام والذي يندرج ضمن إستراتيجية القضاء على هذا الداء بوصفه مشكلة صحية عامة، قد أتبث فعاليته وذلك من خلال تسجيل انخفاض حالات الإصابة التي وقفت عند 0.15 حالة لكل 100 ألف من السكان سنة 2011، مشيرة بأن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حاليا هو أربعين مصابا ، تكفل لهم الوزارة المعنية العلاج الكيميائي في المراكز الصحية والذي يستمر من 6 إلى 12 شهرا. والجذام هو مرض مزمن لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وتسببه أحد أنواع البكتيريا العضوية، وعادة ما يؤثر على الجلد والأعصاب الطرفية، والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، وكذلك العيون، وإذا لم يتم علاج الجذام، فيمكن أن يؤدى إلى تلف دائم ومتزايد في الجلد والأعصاب والأطراف والعيون... ويؤدى تأثر بعض الأعصاب الطرفية إلى أنماط مميزة من الإعاقة. وتتمثل أعراضه في صورة طفح أو حبة (عقدة) جلدية، ويمكن أن يكون أول علامة له منطقة من التنميل (الخدر) بالجلد، ويعتبر ظهور بقعة جلدية باهتة أو حمراء فاقدة للإحساس من العلامات المميزة للجذام. ويصاب الشخص بالجذام نتيجة لانتقال قطيرات من الغشاء المخاطي للأنف للشخص المصاب، إلى جلد أو غشاء الجهاز التنفسي لشخص آخر، وتبقى هذه الخطوة هي الاحتمال الكبير لانتقال المرض، ويحتاج انتقال العدوى إلى اختلاط لصيق، أما الانتقال غير المباشر للمرض فيُعد احتمالاً بعيداً. وتمتد فترة حضانة المرض وهى (الوقت من حدوث العدوى وحتى ظهور أول عرض أو علامة للمرض) فترة طويلة، على غير عادة الأمراض المعدية، عادة من خمس إلى سبع سنوات، ويمكن أن تتراوح بين تسعة أشهر وحتى عشرين سنة. ومن أجل الاستشفاء من هذا المرض فإنه كلما انطلق العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل، وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام ثلاثة عقاقير في وقت واحد للعلاج وهي "ريفامبيسين" و"كلوفازيمين" و"دابسون"..، وتوفر المنظمة العلاج مجاناً لكل مرضى الجذام في كل دول العالم. وتشير الأبحاث إلى أنه حتى الآن تشكل المقاومة للأدوية مشكلة صغيرة، ويعتبر ذلك ميزة كبيرة لجهود التخلص من الجذام. وبمناسبة تخليد العالم أول أمس الأحد لفعاليات اليوم العالمي للجذام فقد أطلقت جمعية (فونتييس) الإسبانية لمكافحة مرض الجذام حملة بقصص واقعية لأشخاص يعانون من التداعيات الجسدية والاجتماعية لهذا المرض دون أن يتم إدراجهم في الإحصائيات الرسمية الخاصة بالمصابين به، على اعتبار أن الأرقام التي تسجلها منظمة الصحة العالمية تتضمن فقط الحالات الجديدة بالدول الموبوءة، وتلك التي تتلقى علاجا، حيث تشكل الحالات المذكورة نسبة قليلة من إجمالي الأشخاص الذين يعانون التداعيات الجسدية أو الاجتماعية للجذام، طبقا لما ذكرته الجمعية في بيان صحفي. وفي السياق ذاته كانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أنه بين مليون ومليوني متضرر يعيشون بإعاقات دائمة نتيجة لهذا المرض، في حين أن الاتحاد الدولي لمكافحة الجذام قدّر بأن عددهم قد يبلغ ثلاثة ملايين. وجدير بالذكر أن 130 دولة أخبرت منظمة الصحة العالمية في مطلع السنة الجارية بتسجيل إجمالي 228 ألفا و474 حالة إصابة جديدة بالجذام. والجذام أنواع يتوزع ما بين " الجذام الدرني (TT) خط الحدود للجذام الدرني (BT) الخط متوسط الحدود للجذام (BB) خط الحدود للجذام الجذاميني (BL) الجذام الجذاميني (LL)"، وتدوم فترة الاحتضان بالنسبة للجذام الدرني ما بين 2 و 5 سنوات، وما بين 8 و 12 سنة بالنسبة للجذام الجذاميني"، ويعد مرض الجذام من أخطر الأمراض الجلدية المعدية، وتحدث العدوى عن طريق دخول الميكروب من خلال الاستنشاق أو الطعام، أو من خلال التلامس الجلدي، أو من خلال الغشاء المخاطي. ومن الأسباب المساعدة على انتشاره، هناك " سوء التغذية سوء الحالة الصحية (الصحة العامة) السكن غير المناسب المستوى المتدني للحياة والتربية، ومخالطة أشخاص مصابين لفترات طويلة"، أما طرق العدوى فتكمن في "ملامسة الأشخاص المصابين لفترات طويلة (الزوج الزوجة الأولاد) التماس القرح ومفرزات الأغشية المخاطية لمرضى الحالات أو المراحل المتقدمة التماس أو تواجد الحشرات مثل (الصراصير، البق، الفراش وطفيليات الجلد)". وتحدث الجرثومة المسببة للمرض "استجذابا للخلايا المناعية" مكونة تجمعات من كرات الدم البيضاء الدفاعية في مناطق تجمع الجرثومة بأطراف الجلد وحول الأعصاب الطرفية، هذا التجمع الخلوي قد يظهر على شكل بقع بالجلد تكون بارزة في بعض الحالات، كما أن هذا التجمع الخلوي يكون ملاصقا للأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى الضغط عليها وفقدان الإحساس في المناطق الجلدية المصابة. وإذا ما ترك الجذام من دون علاج فإنه يمكن أن يتطور ويسبب ضرراً دائماً للجلد، الأعصاب، الأطراف والعيون.