تبدأ «الكلمة»، بهذا العدد الممتاز، عدد 57 يناير 2012، عامها السادس، بعد أن واكبت في عامها الخامس زخم الربيع العربي الذي بشرت به وشاركت فيه. فإذا كانت الثورة العربية الوليدة، كما تقول افتتاحية رئيس تحريرها الدكتور صبري حافظ في هذا العدد، تطرح بداية جديدة للتاريخ في مواجهة الدعاوى الكاذبة بنهاية التاريخ، فقد كانت «الكلمة» داعية لكتابة تاريخ جديد وخطاب حر مستقل، يواجه خطابات الهيمنة الزائفة ويفضح تدليس مبرري القهر والتبعية والاستبداد. فقد راهنت، تضيف الافتتاحية، من البداية على العقل والوعي وحرية الرأي واستقلال المثقف. في باب دراسات، واحتفاءا بمئوية المسعدي ومحفوظ، يحتفي العدد الجديد بهذين العلمين الكبيرين من أعلام الثقافة العربية والعقل الإبداعي النقدي العربي. وتناول الناقد الدكتور صبري حافظ في دراسته، ضمن هذا الباب، تعامل كل منهما مع سؤال البدايات، وعلاقة اختيارات كل منهما بمشروعه الأدبي وسياقات تلقيه، ومآل كل مشروع في مئويته. وفي دراسة حول «الربيع العربي وصيفه الإسلامي» يسعى الباحث والناقد المغربي سعيد يقطين إلى موضعة تحول الربيع العربي المترع بالأمل إلى صيف إسلامي محبِط في سياق أوسع، من العلاقة الإشكالية بالغرب، وتجييش الإسلاميين لتحقيق مصالحه إبان الحرب الباردة، ثم انقلابه عليهم بعد أحداث 11 سبتمبر، إلى إشكاليات الهوية ببعدها العربي لا الإسلامي وحده. وبمناسبة مرور نصف قرن على رحيله، تقدم «الكلمة» دراسة للباحث عادل سمارة عن فرانز فانون، المفكر والمناضل المارتينيكي الذي رفد الفكر بالعمل، وانخرط في الثورة الجزائرية. وهي دراسة تكشف عن كيف غير فكره تصوراتنا عن التجربة الاستعمارية والمثقف، وكيف أن استقصاءاته وكشوفه الباهرة مازالت قادرة على إضاءة حاضرنا العربي. بالإضافة إلى هذه المواد وأخرى، تقدم المجلة رسائل وتقارير و»أنشطة ثقافية»، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. جميع هذه المواد متوفرة للقراء في موقع «الكلمة» في الانترنت: http://www.alkalimah.net