كان منتخب غينيا الاستوائية أول فريق يعبر يوم الأربعاء الماضي إلى ربع نهاية بطولة الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين، التي تستضيفها بلاده بالاشتراك مع الغابون، رغم أن المنتخب عبارة عن أمم متحدة مصغرة يحتضن عدة جنسيات، كما أنه صاحب أدنى تصنيف لدولة تشارك في البطولة. ولم يولد أي من لاعبي الفريق، الذين شاركوا في مباراة الأربعاء الماضي أمام السنغال، في غينيا الاستوائية. وسجل اللاعب ديفيد ألفاريز أجيري هدفا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ليقود منتخب غينيا الاستوائية إلى فوز تاريخي 2 - 1 على نظيره السنغالي يوم الأربعاء، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة، ليصبح الفوز الثاني على التوالي للفريق في أول مشاركة له بالنهائيات. ويمثل هذا التأهل إنجازا حقيقيا لغينيا الاستوائية، التي يقل عدد سكانها عن 700 ألف نسمة، والتي يحتل منتخبها المركز 151 في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد أن حقق الفريق الفوز في المباراة الأولى على المنتخب الليبي 1 - 0. ورغم ذلك، لم يتحقق هذا الإنجاز بأقدام لاعبين من هذا البلد الصغير، وإنما تحقق بمعاونة حارس مرمى برازيلي ومدافع ليبيري ولاعب خط وسط إيفواري ومهاجم كاميروني وعددا من اللاعبين الإسبان. واستعان البرازيلي جيلسون باولو، مدرب منتخب غينيا الاستوائية، في مباراتي ليبيا والسنغال ب 13 لاعبا، لم يولد أي منهم على أراضيها، ولا تضم قائمة الفريق لهذه البطولة، والتي تشمل 23 لاعبا، أيا من اللاعبين المولودين بغينيا الاستوائية سوى حارس المرمى الثالث فيليبي أوفونو والمدافع الاحتياطي خوسيه بوكونج. وبدأ اتجاه غينيا الاستوائية للاستعانة بلاعبين أجانب لتكوين منتخبها منذ أن تولى المدرب البرازيلي أنطونيو دوماس قيادة الفريق في عام 2004. وسبق لهذا المدرب أن استعان بالعديد من اللاعبين البرازيليين في تكوين المنتخب التوغولي، عندما كان مدربا له. وانزعج دوماس كثيرا من المستوى الهزيل للغاية، الذي يقدمه منتخب غينيا الاستوائية في تصفيات القارة السمراء، المؤهلة لبطولات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم. ولكنه حظي بمساندة وتأييد المسؤولين ورجال السياسة في غينيا الاستوائية لفكرة البحث عن مواهب في أماكن أخرى خارج غينيا الاستوائية. وبالفعل، استعان دوماس بالعديد من اللاعبين البرازيليين ثم اتسعت الفكرة للاستعانة بجنسيات أخرى، لتصبح اتجاها واضحا للفريق. وكمستعمرة إسبانية سابقة، كان أمرا معتادا أن ينتقل العديد من اللاعبين الذين ينتمون لغينيا الاستوائية إلى اللعب في إسبانيا. ولكن الأمر لم يتوقف على استعادة بعض هؤلاء اللاعبين، وإنما امتد لأي لاعبين يرغبون في الحصول على جنسية غينيا الاستوائية. وكان في مقدمة هذه الفئة المدافع الليبيري الأصل لورنس دوي، الذي لعب لنحو عشرة أندية على مدار مسيرته الكروية، وكان يتمنى اللعب لمنتخب ليبيريا ولكن ذلك الحلم لم يتحقق، ليجد ضالته في الانتقال للعب باسم غينيا الاستوائية.