بينما كان الفريق بحاجة إلى الحافز المالي في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين، أصبح الدافع المعنوي هو الحافز الأكبر لمنتخب غينيا الاستوائية قبل المواجهة المرتقبة مع نظيره الزامبي غدا الأحد في ختام مسيرتهما بالدور الأول للبطولة. ويلتقي الفريقان غدا في مدينة مالابو بغينيا الاستوائية في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة، وفجر منتخب غينيا الاستوائية مفاجأة من العيار الثقيل عندما حجز بطاقة التأهل الأولى من هذه المجموعة إلى دور الثمانية من خلال انتصارين متتاليين على فريقين يتفوقان عليه في الخبرة والتاريخ والإمكانيات العالية حيث استهل مسيرته في البطولة بالفوز 1-0 على المنتخب الليبي في المباراة الافتتاحية ثم أتبعه بفوز مثير 2-1 على المنتخب السنغالي الذي كان أحد المرشحين للقب. ولا يختلف اثنان على أن تأهل منتخب غينيا الاستوائية إلى دور الثمانية يمثل إنجازا هائلا للفريق في أول مشاركة له بالبطولة، وحصل منتخب غينيا الاستوائية، الذي يعتمد على كتيبة من اللاعبين الذين ولدوا خارج حدود هذا البلد واختاروا اللعب باسمه مقابل إغراءات مالية ومعنوية، على مكافأة مالية قدرها مليون دولار بعد الفوز على ليبيا مثلما وعد المسئولون في غينيا الاستوائية قبل بداية فعاليات البطولة. ولكن الحافز المالي لن يكون هو الدافع الذي يحرك الفريق في مباراة الغد بعدما تذوق الفريق طعم الانتصارات في البطولة الأفريقية وانفتحت شهيته لتحقيق المزيد منها والتقدم بثبات في البطولة أملا في تحقيق مفاجأة مثل مفاجأة المنتخب اليوناني في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) عندما أحرز اللقب رغم أنه كان المرشح الأول للخروج من البطولة صفر اليدين. ويأمل منتخب غينيا الاستوائية، الذي حقق الفوز على السنغال في اللحظات الأخيرة من المباراة، في مواصلة نتائجه الإيجابية وحصد نقطة التعادل على الأقل للاحتفاظ بصدارة المجموعة والابتعاد عن مواجهة أفيال كوت ديفوار في دور الثمانية. ويحتل منتخب غينيا الاستوائية صدارة المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط مقابل أربع نقاط للمنتخب الزامبي ونقطة واحدة لليبيا بينما يقبع المنتخب السنغالي في قاع المجموعة بلا رصيد من النقاط قبل مباراتهم المقررة غدا أمام ليبيا بمدينة باتا في غينيا الاستوائية والتي، تقام في نفس التوقيت مع مباراة غينيا الاستوائية وزامبيا. وفي المقابل، يحتاج المنتخب الزامبي لنقطة التعادل فقط من أجل مرافقة أصحاب الأرض إلى دور الثمانية ولكنه يطمح بقيادة مديره الفني الفرنسي هيرفي رينار في تحقيق الفوز على أصحاب الأرض لانتزاع الصدارة والابتعاد أيضا عن مواجهة أفيال كوت ديفوار التي تأهلت بالفعل وتحتاج لنقطة التعادل فقط في مباراتها الأخيرة أمام أنجولا بعهد غد الاثنين لضمان البقاء في صدارة المجموعة الثانية. ورغم الفارق الكبير في الخبرة بين منتخب زامبيا ومنافسه، يدرك رينار جيدا أنه من المستحيل الاستهانة بمنتخب غينيا الاستوائية بعد المستوى الذي ظهر عليه في البطولة الحالية ولذلك سيتعامل بكثير من الحذر في مواجهة هذا الفريق خاصة وأن الهزيمة أمامه قد تطيح بالمنتخب الزامبي من البطولة تماما إذا حقق الفريق الليبي الفوز على السنغال في المباراة الأخرى، ومن المنتظر أن يعتمد رينار على خبرة لاعبيه بقياتدة كريتوفر كاتونجو وراينفورد كالابا في مواجهة طموحات وحماس منتخب غينيا الاستوائية الذي يقوده المدرب البرازيلي جيلسون باولو.