قال فتح الله ولعلو، »نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن اختيار الاتحاد الاشتراكي الانخراط في المعارضة لم يكن ضد الحكومة، في إشارة إلى الأغلبية الحكومية التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وأوضح ولعلو، خلال استضافته أول أمس الخميس في برنامج 90 دقيقة للإقناع« على القناة التلفزيونية »ميدي آن تي في أنه اختيار مرتبط بالأساس بسعي الحزب إلى رفع اللبس والالتباس في المجال السياسي، وحرص على مصلحة البلاد ولأجل محاربة اليأس والتيئيس«. وأشار نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي الى أنها »معارضة من أجل التوضيح السياسي والفكري والإيديولوجي.. احترمت إرادة الناخب المغربي، الذي اختار أن »يضع الاتحاد في هذا الموضع، واختار من يمثله في تدبير الشأن الحكومي«. وقال ولعلو إن الاتحاد الاشتراكي »شكل مدرسة في المعارضة لعقود، معارضة اتسم خطابها بالمصداقية وكانت نتاجا لنضال تاريخي« ، مؤكدا في السياق ذاته أنه »»لا تهمنا المقاعد بقدر ما تهمنا هوية الاتحاد، الحزب الوطني، الديمقراطي، الاشتراكي، الحداثي وحمايتها««. وشدد ولعلو أن المغرب في حاجة إلى نفس سياسي جديد كالذي ساهمت فيه حكومة التناوب، معتبرا أن هذه المرحلة فرصة لإعادة الاعتبار للفعل السياسي ومناسبة للتأسيس لبنية سياسية توازي المجهود الذي بذل على مستوى تأسيس البنى التحتية الاقتصادية. وأوضح ولعلو أن الاتحاد الاشتراكي »حزب ارتبط مفهومه بتجربة التناوب«، مشيرا إلى أن هذه التجربة »مكنت المغاربة من التصالح مع ذواتهم ولغتهم، وتم خلالها تحقيق عدد من الانجازات على المستوى السياسي و الاقتصادي والاجتماعي، بالرغم مما يمكن ان يقال عن كونها تجربة تسببت في شح التواصل مع الفئات العريضة خلال تدبيره الشأن الحكومي«. وشدد ولعلو على أن الاتحاد يواصل نقده الذاتي من أجل تجاوز كل الإخفاقات، وأشارالى خلاصات هذا النقد الذي تتضمنه تقارير مركبة للقاءت دامت أزيد من ثلاث سنوات حول كل القضايا التي تهم الحزب والتي أدت إلى وضعه الحالي. وأشار نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن الاتحاد أنصت إلى الشباب وتفاعل مع الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب من خلال حركة 20 فبراير، واتفق مع مطالبها الهادفة الى التطور الديمقراطي ومحاربة الفساد والاصلاحات السياسية والدستورية، ودعا الى مد الجسور بين كل مكونات الاتحاد وخلق »تحالف بين الاجيال من أجل ربح الرهان« والاستمرار في البناء داخل الحزب وخارجه. وقال ولعلو إن العمل في إطار الكتلة لا يتعارض مع المشاركة في الحكومة، مشيرا إلى أن الكتلة أدت وظيفتها وظهرت بعد الانفراج الذي عرفه المغرب بداية الانفتاح السياسي والافراج عن المعتقلين السياسيين، كما لعبت دورا اساسيا في التحولات السياسية التي أدت إلى حكومة التناوب. وأشار ولعلو الى أنه يمكن العمل في إطار العائلة اليسارية من خلال التغلب على كل الاشكاليات المطروحة، وأيضا على الذاتيات في اليسار ، وهو الامر الذي يتطلب الشجاعة، الشجاعة منا جميعا«، مخاطبا نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وتبني مفهوم الحداثة الجامع المانع. وشدد ولعلو على ضرورة زوال الريع السياسي من خلال فصل السلطة عن السياسة ، والريع الاقتصادي من خلال محاربة للفساد، و الريع الديني بعدم الجمع بين الدين والسياسة، كما يجب أن يتم إعمال مقاربة التمنيع من خلال بناء استراتيجية إنتاجية مدرة للفائض المالي والتنويع من خلال التنمية والتوزيع العادل للثروات على المواطنين. وأشار ولعلو الى أن المراحل الثلاث التي طبعت حياته كانت المرحلة الطلابية ضمن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، التي وصفها بالمرحلة الصعبة، ومرحلة البرلمان التي لعب فيها دورا لعقود من أجل تمكين المغرب من التطور الديمقراطي والمشاركة في التدبير الحكومي، بدءا من حكومة التناوب، التي اعتبرها مرحلة بداية مصالحة المغرب مع أبنائه.